بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٦٢
وفي رواية الكلبي: أنه لما اخترط من سيفه شبرا لم يقدر على سله، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم أكفنيهما بما شئت.
وفي رواية: أن السيف لصق به، وفي الروايات كلها: أنه لم يصل واحد منهما إلى منزله، أما عامر فغد (1) في ديار بني سلول، فجعل يقول: أغدة كغدة البعير و موتا في بيت السلولية؟ وأما أربد فارتفعت له سحابة فرمته بصاعقة فأحرقته، وكان أخا لبيد لامه، فقال يرثيه.
فجعني الرعد والصواعق بال‍ * فارس يوم الكريهة النجد أخشى على أربد الحتوف ولا * أرهب نوء السماك والأسد ابن عباس وأنس وعبد الله بن مغفل: إن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا من جبل التنعيم عند صلاة الفجر عام الحديبية ليقتلوهم. وفي رواية: كان النبي (صلى الله عليه وآله) جالسا في ظل شجرة وبين يديه علي (عليه السلام) يكتب الصلح، وهم ثلاثون شابا، فدعا عليهم النبي (صلى الله عليه وآله)، فأخذ الله بأبصارهم حتى أخذناهم فخلى سبيلهم فنزل: " وهو الذي كف أيديهم عنكم (2) ".
ابن جبير وابن عباس ومحمد بن ثور في قوله: " فاصدع بما تؤمر " الآيات كان المستهزؤون به جماعة مثل الوليد بن المغيرة المخزومي، والأسود بن عبد يغوث الزهري، وأبو زمعة الأسود بن المطلب، والعاص بن وائل السهمي، والحارث بن قيس السهمي، و عقبة بن أبي معيط، وفيهلة بن عامر الفهري، والأسود بن الحارث، وأبو أحيحة (3) وسعيد بن العاص، والنضر بن الحارث العبدري، والحكم بن العاص بن أمية، وعتبة بن ربيعة، و طعيمة بن عدي، والحارث بن عامر بن نوفل، وأبو البختري العاص بن هاشم بن أسد، و أبو جهل، وأبو لهب وكلهم قد أفناهم الله بأشد نكال، وكانوا قالوا له: يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك، فدخل (صلى الله عليه وآله) منزله وأغلق عليه بابه فأتاه جبرئيل ساعته فقال له: يا محمد السلام يقرأ عليك السلام وهو يقول: اصدع بما تؤمر وأنا معك

(١) فأغد خ ل.
(٢) الفتح: ٢٤.
(3) وهو أمية بن خلف وفى طبع الكمباني: أبو أجنحة سعيد بن العاص.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410