بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٦١
فما أصاب رجلا منهم إلا قتل يوم بدر.
محمد بن إسحاق: لما خرج النبي (صلى الله عليه وآله) مهاجرا تبعه سراقة بن جعشم مع خيله، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا فكان قوائم فرسه ساخت حتى تغيبت، فتضرع إلى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى دعا وصار إلى وجه الأرض فقصد، كذلك ثلاثا والنبي (صلى الله عليه وآله) يقول: يا أرض خذيه، وإذا تضرع قال: دعيه: فكف بعد الرابعة وأضمر أن لا يعود إلى ما يسوئه.
وفي رواية: وأتبعه دخان حتى استغاثه فانطلقت الفرس فعذله أبو جهل، فقال سراقة:
أبا حكم واللات لو كنت شاهدا * لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه عجبت ولم تشكك بأن محمدا * نبي وبرهان فمن ذا يكاتمه؟
عليك فكف الناس عنه فإنني * أرى أمره يوما ستبدو معالمه وكان (صلى الله عليه وآله) مارا في بطحاء مكة فرماه أبو جهل بحصاة فوقفت الحصاة معلقة سبعة أيام ولياليها فقالوا: من يرفعها؟ قال: يرفعه الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها.
عكرمة: لما غزا يوم حنين قصد إليه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة عن يمينه، فوجد عباسا، فأتى عن يساره فوجد أبا سفيان بن الحارث، فأتى من خلفه فوقعت بينهما شواظ من نار، فرجع القهقرى، فرجع النبي (صلى الله عليه وآله) إليه وقال: " يا شيب يا شيب ادن مني، اللهم أذهب عنه الشيطان " قال: فنظرت إليه ولهو أحب إلى من سمعي وبصري فقال: يا شيب قاتل الكفار، فلما انقضى القتال دخل عليه فقال: الذي أراد الله بك خير مما أردته لنفسك، وحدثه بجميع مازوى (1) في نفسه فأسلم.
ابن عباس في قوله: " ويرسل الصواعق (2)، قال: قال عامر بن الطفيل لأربد بن قيس: قد شغلته عنك مرارا فألا ضربته؟ يعني النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال أربد: أردت ذلك مرتين فاعترض لي في أحدهما حائط من حديد، ثم رأيتك الثانية بيني وبينه، أفأقتلك؟

(١) روى خ ل. أقول: يقال: زوى الكلام إذا هياه في نفسه: وروى في الامر: نظر فيه و تفكر.
(٢) الرعد: ١٣.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410