بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٠٠
ولم يزل (صلى الله عليه وآله) يريهم الآيات ويخبرهم بالمغيبات فنزل: ولا تعجل بالقرآن (1) " الآية، ومعناه لا تعجل بقراءته عليهم حتى انزل عليك التفسير في أوقاته كما انزل عليك التلاوة.
باع خباب بن الأرت سيوفا من العاص بن وائل فجاءه يتقاضاه، فقال: أليس يزعم محمد أن في الجنة ما ابتغى أهلها من ذهب وفضة وثياب وخدم؟ قال: بلى، قال: فأنظرني أقضك هناك حقك، فوالله لا تكون هنالك وأصحابك عند الله آثر مني، فنزل: " أفرأيت الذي كفر بآياتنا " إلى قوله: " فردا " (2).
وتكلم النضر بن الحارث مع النبي (صلى الله عليه وآله) فكلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أفحمه (3) ثم قال: " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم (4) " الآية: فلما خرج النبي (صلى الله عليه وآله) قال ابن الزبعرى: أما والله لو وجدته في مجلس لخصمته، فسلوا محمدا أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرا، و النصارى تعبد عيسى، فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا ويل أمه، أما علم أن " ما " لما لا يعقل و " من " لمن يعقل؟ فنزل: " إن الذين سبقت لهم (5) " الآية.
وقالت اليهود: ألست لم تزل نبيا؟ قال: بلى قالت: فلم لم تنطق في المهد كما نطق عيسى (عليه السلام)؟ فقال: إن الله عز وجل خلق عيسى من غير فحل، فلولا أنه نطق في المهد لما كان لمريم عذر إذ اخذت بما يؤخذ به مثلها، وأنا ولدت بين أبوين.
واجتمعت قريش إليه فقالوا: إلى ما تدعونا يا محمد؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وخلع الأنداد كلها، قالوا: ندع ثلاث مائة وستين إلها ونعبد إلها واحدا؟ فنزل:
" وعجبوا أن جاءهم منذر منهم " إلى قوله: " عذاب (6) ".

(١) طه: ١١٥.
(٢) مريم: ٧٧ - ٨٠.
(٣) أفحمه: أسكته بالحجة.
(٤) الأنبياء: ٩٨.
(٥) الأنبياء: ١٠١.
(٦) ص: ٤ - 8.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410