بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٢٠١
نزل أبو سفيان وعكرمة وأبو الأعور السلمي على عبد الله بن أبي وعبد الله بن أبي سرح فقالوا: يا محمد ارفض ذكر آلهتنا وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها، وندعك وربك فشق ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله)، فأمر فأخرجوا من المدينة، ونزل: " ولا تطع الكافرين " من أهل مكة " والمنافقين (1) " من أهل المدينة.
ابن عباس عيروا النبي بكثرة التزوج وقالوا: لو كان نبيا لشغلته النبوة عن تزوج النساء، فنزل " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك (2) ".
ابن عباس: والأصم: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يصلي عند المقام فمر به أبو جهل فقال: يا محمد ألم أنهك عن هذا وتوعده، فأغلظ له رسول الله وانتهره، فقال: يا محمد بأي شئ تهددني أما والله إني لأكبر هذا الوادي ناديا، فنزلت: " أرأيت الذي ينهى " إلى قوله: " فليدع ناديه * سندع الزبانية (3) " فقال ابن عباس: لو نادى لاخذته الزبانية بالعذاب مكانه.
القرظي: قالت قريش: يا محمد شتمت الآلهة، وسفهت الأحلام، وفرقت الجماعة، فإن طلبت مالا أعطيناك، أو الشرف سودناك، أو كان بك علة داويناك، فقال (صلى الله عليه وآله):
ليس شئ من ذلك، بل بعثني الله إليكم رسولا، وأنزل كتابا، فإن قبلتم ما جئت به فهو حظكم في الدنيا والآخرة: وإن تردوه أصبر حتى يحكم الله بيننا، قالوا: فسل ربك أن يبعث ملكا يصدقك، ويجعل لنا كنوزا وجنانا وقصورا من ذهب، أو يسقط علينا السماء كما زعمت كسفا، أو تأتي بالله والملائكة قبيلا، فقال عبد الله بن أمية المخزومي والله لا أؤمن بك حتى تتخذ سلما إلى السماء، ثم ترقى وأنا أنظر، فقال أبو جهل:
إنه أبى إلا سب الآلهة، وشتم الآباء، وإني أعاهد الله لأحملن حجرا، فإذا سجد ضربت به رأسه، فانصرف النبي (صلى الله عليه وآله) حزينا، فنزل " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا (4) " الآيات.

(١) الأحزاب: ١ و ٤٨.
(٢) الرعد: ٣٨.
(٣) العلق: ٩ - 18.
(4) الاسراء: 90 - 93
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410