بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ١١٣
القدر شيئا لم يحس، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض ولم يتم، ولكنهما باجتماعهما قويا، ولله فيه العيون (1) لعباده الصالحين. ثم قال: ألا إن من أجور الناس من رأى جوره عدلا وعدل المهتدي جورا، ألا إن للعبد أربعة أعين: عينان يبصر بهما أمر آخرته، وعينان يبصر بهما أمر دنياه، فإذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما العيب، وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه. ثم التفت إلى السائل عن القدر فقال: هذا منه هذا منه. " ص 375 - 376 " بيان: أي فتح عيني القلب وتركهما من القدر.
40 - التوحيد: القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن علي بن زياد، عن مروان بن معاوية، عن الأعمش، عن ابن حيان التيمي، (2) عن أبيه - وكان مع علي بن أبي طالب عليه السلام يوم صفين وفيما بعد ذلك - قال بينما علي بن أبي طالب عليه السلام يعبي الكتائب (3) يوم صفين، ومعاوية مستقبله على فرس له يتأكل تحته تأكلا، وعلي عليه السلام على فرس رسول الله صلى الله عليه وآله المرتجز، وبيده حربة رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو متقلد سيفه ذا الفقار، فقال رجل من أصحابه: احترس يا أمير المؤمنين فإنا نخشى أن يغتالك هذا الملعون، فقال علي عليه السلام: لئن قلت ذاك إنه غير مأمون على دينه، وإنه لأشقى القاسطين، وألعن الخارجين على الأئمة المهتدين، ولكن كفى بالأجل حارسا، ليس أحد من الناس إلا ومعه ملائكة حفظة يحفظونه من أن أن يتردى في بئر (4) أو يقع عليه حائط أو يصيبه سوء، فإذا حان أجله (5) خلوا بينه وبين ما يصيبه، فكذلك أنا إذا حان أجلي انبعث

(1) في المصدر: ولله فيه العون. م (2) لم نجد في كتب التراجم من أصحابنا ترجمته ولا ترجمة أبيه، والظاهر هو يحيى بن سعيد بن حيان، أبو حيان التيمي الكوفي، أورد ترجمته ابن حجر في ص 549 من التقريب قال: ثقة من السادسة مات سنة خمس وأربعين، وأورد ترجمة أبيه في ص 185 قال: سعيد بن حيان التيمي الكوفي والد يحيى، وثقه العجلي، من الثالثة.
(3) عبى تعبية الكتائب أي هيأها وجهزها. والكتائب جمع الكتيبة: القطعة من الجيش.
(4) أي يحفظونه من أن يسقط في بئر.
(5) أي قرب أجله.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 * أبواب العدل * باب 1 نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض، وإثبات الأمر بين الأمرين، وإثبات الاختيار والاستطاعة، وفيه 112 حديثا. 2
4 باب 2 آخر وهو من الباب الأول، وفيه حديث. 68
5 باب 3 القضاء والقدر، والمشية والإرادة، وسائر أبواب الفعل، وفيه 79 حديثا. 84
6 باب 4 الآجال، وفيه 14 حديثا. 136
7 باب 5 الأرزاق والأسعار، وفيه 13 حديثا. 143
8 باب 6 السعادة والشقاوة، والخير والشر، وخالقهما ومقدرهما، وفيه 23 حديثا. 152
9 باب 7 الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان، وفيه 50 حديثا. 162
10 باب 8 التمحيص والاستدراج، والابتلاء والاختبار، وفيه 18 حديثا. 210
11 باب 9 أن المعرفة منه تعالى، وفيه 13 حديثا. 220
12 باب 10 الطينة والميثاق، وفيه 67 حديثا. 225
13 باب 11 من لا ينجبون من الناس، ومحاسن الخلقة وعيوبها اللتين تؤثران في الخلق، وفيه 15 حديثا. 276
14 باب 12 علة عذاب الاستيصال، وحال ولد الزنا، وعلة اختلاف أحوال الخلق، وفيه 14 حديثا. 281
15 باب 13 الأطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا، وفيه 22 حديثا. 288
16 باب 14 من رفع عنه القلم، ونفي الحرج في الدين، وشرائط صحة التكليف، وما يعذر فيه الجاهل، وأنه يلزم على الله التعريف وفيه 29 حديثا. 298
17 باب 15 علة خلق العباد وتكليفهم، والعلة التي من أجلها جعل الله في الدنيا اللذات والآلام والمحن، وفيه 18 حديثا. 309
18 باب 16 عموم التكاليف، وفيه ثلاثة أحاديث. 318
19 باب 17 أن الملائكة يكتبون أعمال العباد، وفيه 35 حديثا. 319
20 باب 18 الوعد والوعيد، والحبط والتكفير، وفيه حديثان. 331