فقد صدقك، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأتى عثمان منزله، فأخبرته زوجته بذلك، فأتى هو وأصحابه إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال لهم: " ألم أنبأ أنكم اتفقتم؟ " فقالوا: ما أردنا إلا الخير، فقال: " إني لم أومر بذلك، ثم قال: إن لأنفسكم عليكم حقا: فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا، فإني أصوم وأفطر وأقوم وأنام، وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
ثم جمع الناس وخطبهم، وقال: " ما بال قوم حرموا النساء، والطيب، و النوم، وشهوات الدنيا وأما أنا فلست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهبانا، إنه ليس في ديني ترك اللحم، والنساء، واتخاذ الصوامع، إن سياحة أمتي في الصوم، ورهبانيتها الجهاد، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وحجوا واعتمروا وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، واستقيموا يستقم لكم فإنما هلك من قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع " (1).