عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج ٢ - الصفحة ٥
المسلك الرابع في أحاديث رواها الشيخ العلامة الفهامة خاتمة المجتهدين شرف الملة والحق والدين أبي عبد الله، المقداد بن عبد الله السيوري الأسدي، تغمده الله برضوانه (1).
(1) قال رحمه الله: وروي في الحديث عنهم عليهم السلام " ان القرآن نزل على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع فرائض وأحكام، وربع قصص وأمثال " (2) (3) (4).

(١) السيوري منسوب إلى سيورا، بلد بين الكوفة والحلة قريب من الفرات. و الأسدي نسبة إلى بني أسد، قبيلة من قبائل العرب (معه).
(٢) أصول الكافي، كتاب فضل القرآن، باب النوادر حديث ٤. ورواه في الصافي، في المقدمة الثالثة عن الكافي والعياشي، وزاد فيه عن العياشي (ولنا كرائم القرآن).
(٣) وهنا سؤال، وهو ان الفرائض والاحكام قد حصرها الفقهاء واستخرجوها من القرآن، فلم يبلغ إلا قريب خمسمائة آية، والمحقق أنها ليست بقدر الربع حقيقة؟
فأجيب عن ذلك بأنه ليس المراد بالربع حقيقة، بل المراد التجزية إلى هذه الاجزاء، بمعنى أن القرآن دائر بين هذه المعاني الأربع، وإن كانت متفاوتة في المقدار (معه)، (٤) واعلم أن رئيس المحدثين محمد بن يعقوب روى في الكافي هذا الحديث وروى غيره أيضا، منها ما رواه عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نزل القرآن أثلاثا، ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام.
ومنها ما رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن نزل أربعة أرباع. ربع حلال، وربع حرام، وربع سنن وأحكام، وربع خبر ما كان قبلكم وأنباء ما يكون بعدكم.
ووجه الجمع منزل على ما تقدم، من أن المراد بالأرباع، الاجزاء والحصص، و إن كانت متفاوتة فتكون الا ثلاث أيضا كذلك، فعبر في كل حديث من كل واحد من المذكورات في القرآن بجزء من الاجزاء (جه).
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست