فرج المهموم - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٦٦
أخرجه من المكتب كنت معه في الديوان ببادوريا وهو معه فيه وله من العمر ست عشرة سنة وأبوه متعطل، وذلك في وزارة إسماعيل بن بلبل للموفق والمعتمد، وكان معه في ذلك الديوان جماعة من أولاد الكتاب وفيهم فتى نجيب من ولد يعقوب بن فرازون النصراني وكان يفهم النجوم فقال له ذلك الفتى، يا سيدي أرى فيك نجابة وصناعة ولك حظ في الرياسة وقد رأيت مولدك وهو بدل على انك تتقلد الوزارة وتطول أيامك فيها فاكتب لي خطا يكون معي تذكر فيه اجتماعنا وتضمن لي أن يكون لي حظ منك إذ ذاك حق بشارتي لك قال فاخذ القرطاس وكتب فيه بحسن خطه ليلقني فلان إذا بلغني الله ما أحب لا بلغه ما يحب إن شاء الله فحدثت أباه في ذلك ففرح وقال قد والله سررتني بذلك، واحضر المنجمين واخرج مولده فحكموا له بالوزارة وانه يتقلدها سنة ثمان وسبعين فخلف أباه علي وزارة المعتضد في امارته ودامت إياه إلى أن مات، فقال لي الزجاج لما ولي القاسم الوزارة بعد موت أبيه ودخل داره، وقفت في صحن الدار لينصرف الناس ودخل هو ليستريح فيخرج للناس فلا انسى هيبتي عند غلمانه حيث دخلت عليه فلم امنع فوجدته قد صلى وسلم وهو يدعو الله في خلوته وليس بحضرته أحد فلما رآني قام إلي فانكببت على رجله فقال لي يا سيدي يا ابا إسحاق أنت أستاذي وهذا الذي اعتقده في اكرامك وكان في نفسي ان أعاملك قبل ان تشرفني عند حضور الناس وتوقير مجلس الخلاقة، وإذا فعلت ذلك فهو حقك علي وإذا لم افعله فهو
(١٦٦)
مفاتيح البحث: الموت (1)، المنع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست