نقص حق العلم والعمل قال ثم ما أنكرت منه شيئا في عشرة ولا مخاطبة عما كان يعاملني به إلى أن مات (فصل) ومن المشهورين بعلم النجوم من المسلمين وبمعرفتها وصحة الحكم فيها محمد بن علي التنوخي والد مصنف نشوار المحاضرة فقال ولده في الجزء (السادس) من كتابه المذكور، كان أبي يحفظ للطالبين سبعمائة قصيدة ومقطوعة سوى ما لغيرهم من المحدثين والمخضرمين والجاهلية ولقد رأيت له دفترا بخط يده يحتوي علي رؤس ما حفظه وهو عندي الآن في نيف وثلاثين ورقة أثمان منصوري لطاف وكان بحفظ من اللغة والنحو شيئا عظيما، ومع ذلك كان علم الفقه والفرائض والشروط والمحاضرة والسجلات رأس ماله، وكان يحفظ منه ما قد اشتهر به وكان يحفظ من الكلام والمنطق والهندسة الكثير، وكان في علم النجوم والاحكام والهيئة قدوة وكذلك في علم العروض وله فيها وفي الفقه وغيره عدة كتب مصنفة، وكان مع ذلك يحفظ ويحدث فوق عشرين الف حديث، وما رأيت أحدا احفظ منه ولولا أن حفظه متفرق في هذه العلوم لكان أمرا هائلا فمن إصاباته ما قال ولده كان أبى حول مولد نفسه في السنة التي مات فيها فقال لنا هذه سنة قطع على مذهب المنجمين وكتب بذلك إلى بغداد إلى الحسن ابن البهلول القاضي ينعى نفسه إليه ويوصيه فلما اعتل أدنى علة قبل أن تتحكم اخرج التحويل ونظر فيه طويلا وانا حاضر فبكى وأطبقه واستدعى كاتبه وأملى عليه وصيته التي مات عنها وأشهد فيها من يومه فجاء أبو القاسم
(١٦٧)