النجوم دلالة عليه بتدبيره الشريف ويقال أيضا لهذا المساوى بين ظنة وبين دلائل النجوم ان الطريق مسدود عليك بين ظنونك وبين اطلاعك على علامات النجوم بالظنون والعلوم فلو كان القائلون بدلالة النجوم مثل الظنون لكان انفرادهم بالاطلاع على الامارات المقتضية للحادث المظنون تفضيلا لهم بهذا الظن المغبون وداعيا إلى ترجيح الباب بمعرفة هذه الأسباب أقول وما رأيت أن العقل ولا النقل ولا شريعة أصحاب الرسالة عن صاحب الجلالة تقتضي أو تجيز الجحود أو المكابرة للأمور المعلومة الظاهرة فإنه متى وقع جحود ومكابرات من أهل الديانات ادى ذلك إلى الطعن عليهم فيما يذكرونه من المقالات وتزهيد العقلاء فيما هم عليه من الاعتقادات بل يجب ان يصدق الصادق فيما يكون صدقا من مقاله ولو كان عدوا وقد قال ذلك من شبه وكان ناقصا في مرتبته وحاله وفي حديث أهل الكمال انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال...
الباب العاشر فيما نذكره من بعض اخبار من كان مستغنيا عن النجوم بتعريف النبي والأئمة المستمدين من النبي المعصوم صلى الله عليهم فأقول ان مع وجود من يخبر عن الله جل جلاله مثل الأنبياء ومن استودعوه اسراره تعالى من الأوصياء فان في وجودهم غنى لمن تمكن من لقائهم وكشف ما يحتاج إليه بأنوار آرائهم ولذلك قل علماء المنجمين في زمن