غلام زحل المنجم فاخذ يطيب نفسه ويورد عليه شكوكا، فقال يا ابا القاسم ليس يخفى عليك فأنسبك إلى غلط ولا انا ممن بجوز عليه هذا فتستغفلني ثم جلس فأوقفه على الموضع الذي خافه وانا حاضر ثم قال له دعني من هذا لست أشك إذا كان يوم الثلاثاء العصر لسبع بقين من الشهر فهي ساعة قطع عندهم فامسك أبو القاسم غلام زحل لأنه كان خادما لأبي فبكى أبي بكاء طويلا وقال يا غلام آتني بتحويل مولدي فجاء به ففتل التحويل وقطعه وودع أبا القاسم توديع مفارق فلما كان ذلك اليوم يعينه العصر، مات كما قال.
(فصل) ومن الموصوفين بعلم النجوم من المسلمين أبو القاسم غلام زحل وقد حكى الشيخ الفاضل المحسن بن علي التنوخي في الجزء السادس من (نشوار المحاضرة) عنه جملا وذكر طرفا من فضله واصابته في الاحكام بالنجوم، فقال ومن العجيب حكمه في قتل أبي يوسف فإنه قد كان يخدمه في النجوم أبو القاسم غلام زحل المنجم، وهو الآن شيخ من شيوخ المنجمين في الاحكام، وكان أبي يقدمه في هذه الصناعة ويستخدمه فيها ويسلم إليه سني تحويل مولده ومولدي إذا قطعه قاطع من عملها بيده لأنه كان قلما يأخذ تحاويلنا بيده بل يولي ذلك غيره، وأبو القاسم الآن مقيم بخدمة الأمير عضد الدولة بشيراز فقال أبو القاسم هذا لأبي يوسف البريدي في اليوم الذي عزم فيه الركوب إلى الأبلة ليسلم فيه على أخيه أبي عبد الله، أيها الأستاذ لا تركب فان هذا اليوم يوجب تحويلك فيه