إلا الله عز وجل فهو فوق كل ذي عز وسلطان، وليس فوقه شئ (فصل) ومن اصابات أبي معشر ما حكاه أبو سعيد شاذان بن بحر عنه في كتاب (الاسرار) قال نزلت في خان ببعض قرى الري وفى الخان كاتب بريد العراق قد انست به وانس بي وقد نظر في شئ من النجوم فقال لي القمر أين هو فقلت له هل تقيم غدا فان القمر في تربيع المريخ قال نعم هذا ان ساعدنا المكاريون على ذلك، فكلمنا هم حتى أجابوا على أن نعطيهم العلوفة وسالنا أهل القافلة أن يقيموا، فاقبلوا يسخرون منا وينكرون ما قلنا فاقمنا وارتحلوا، فصعدت إلى سطح الخان واخذت الارتفاع فإذا الطالع لمسيرهم الثور وفيه المريخ والقمر في الأسد فقلت الله الله في أنفسكم فامتنعوا أن يجيبوا إلى المقام ومضوا، فقلت للكاتب أما هؤلاء فاهلكوا أنفسهم، فجلسنا واكلنا وجعلنا نشرب، فعاد جماعة من أهل تلك القافلة مجروحين قد قطع عليهم الطريق على فرسخين من الموضع وقتل بعضهم واخذ ما كان معهم، فلما رأوني أخذوا الحجارة والعصي وقالوا يا ساحر يا كافر أنت قتلتنا وقطعت علينا الطريق وتناولوني ضربا وما خلصت منهم إلا بعد جهد وعاهدت الله أن لا أكلم أحدا من السوقة في شئ من هذا العلم، وانا على العهد ابدا، وأرجوان لا ادعه حتى أموت (فصل) ومن اصابات أبي معشر وإبراهيم الحاسب بالبصرة حكمهما لعلي بن محمد صاحب الزنج الخارج بالبصرة، على مولده، وقد ذكر ذلك محمد بن عبد الملك الهمداني (في المجلد الثاني من تاريخه) فقال ما هذا لفظه
(١٦١)