ما ذهب منا الا السلاح رميته انا في الماء وشرحت له القصة فضحك وقال والله قد أصاب القاضي فمن بالمكان ممن يعني به؟ فقلت كلهم عندي بمنزلة واحدة في الغم بهم فلو فرجت عن الجميع، فقال والله لولا أن أصحابي تفرقوا بما اخذوا لفعلت ذلك ولكنهم لا يطيعون إلى رده، ولكن ما بقي من السفن في المكان الذي لم يؤخذ بعد فلا يمسه أحد فجزيته الخير، فصعد إلى الشط واصعد أصحابه ومنع ان يؤخذ شئ مما في السفن الباقية فما تعرضها أحد ورد على القوم أشياء كثيرة مما اخذت منهم وأطلق الناس وسار معي في أصحابه إلى أن أوصلني إلى المأمن ثم ودعني ورجع (فصل) ومن المعروفين بعلم النجوم وللإصابة في الحكم عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن طاهر ذكر ذلك المعافي بن زكريا، في كتاب (الجليس الصالح والأنيس الناصح)، فقال في اسناده ان عبد الله بن محمد بن عبد الله بن طاهر كان مولده في السرطان فلما كان ذات ليلة وهو عند أهله قال إن مولدي في السرطان وان طالع السنة السرطان وان القمر الليلة يكسف في السرطان وهى الساعة الأخيرة فان نجوت الليلة فسابقي إلى سنين وان كانت الأخرى فاني ميت لا محالة فقالوا له بل يطيل الله عمرك فلما كانت الليلة دعا غلاما له وكان قد علمه النجوم، فأصعده قبة له وأعطاه بنادق وأسطرلابا وقال له خذ الطالع فكلما مضى من انكساف القمر دقيقة فارم بندقة فلما انكسف من القمر ثلاثة قال لأصحابه ما تقولون في رجل قاعد معكم يقضى ويمضي وقد ذهب ثلث عمره فقالوا بل يطيل الله عمرك أيها الأمير فلما انكسف من
(١٧١)