أن يجب في الحكم علينا أن لا نسلك ذلك الطريق إذا قدرنا على سلوك غيره وان كان المخبر ممن يجوز عليه الكذب فقلت نعم قال فهذا مثله، وقد يجوز ان يكون الله تعالى اجرى العادات بان تكون الكواكب إذا نزلت هذه المواضع حدث كذا، فلا جرم ان الحزم أولى قال فاخرت خروجي إلى اليوم الذي وذكر (فصل) ومن المشهور بعلم النجوم من المسلمين الذين هم قدوة في هذا العلم أبو معشر، فقد قال التنوخي في كتاب (النشوار) المذكور حدثني أبو الحسن بن أبي بكر الأزرق، قال كان في نواحي القفص ضيعة نفيسة لعلي ابن يحيي المنجم وقصر جليل فيه خزانة كتب عظيمة يسميها خزانة الحكمة يقصدها الناس من كل بلد يقيمون بها ويتعلمون صنوف العلم والكتب مبذولة في ذلك لهم والضيافة مشتملة عليهم والنفقة في ذلك من مال علي ابن يحيي فقدم أبو معشر المنجم من خراسان يريد الحج وهو إذ ذاك لا بحسن كثيرا من علم النجوم فوصفت له الخزانة فمضى وراءها فهاله أمرها فأقام بها واعرض عن الحج وتعلم النجوم واغرب فيها (فصل) وذكر محمد بن إسحاق النديم في الجزء الرابع من كتاب الفهرست ما هذا لفظه أبو معشر جعفر بن محمد البلخي كان اولا من أصحاب الحديث فنزل بالجانب الغربي بباب خراسان من بغداد وكان يضاغن الكندي ويغري به العامة ويشنع عليه بعلوم الفلاسفة، فدس إليه الكندي من حسن له النظر في علم الحساب والهندسة فدخل في ذلك
(١٥٧)