لنا أبو علي ان صح حكم التنجيم فان هذا الولد يموت بعد خمسة عشر يوما فلما كان اليوم السادس عشر وكنا جلوسا ندرس على أبي علي إذ دخل الرجل فقال إن فلانا قد مات يعنى ولده فقال أبو علي قوموا فاحضروه ووفوه حقه.
(فصل) ومن اصابات أبي علي ما ذكره التنوخي أيضا في كتابه المذكور قال حدث أبو هاشم بن أبي علي الجبائي قال كان أبو علي احذق الناس في علم النجوم فولد في جواره مولود فقالت أمه لأبي علي اني أحب ان تأخذ طالعه وكان ليلا فاخذ الأسطرلاب وعمل مولده وحكم بأشياء صحت كلها بعد ذلك أقول وهذا الحديث غير الحديث الأول لان ذاك اتاه حين ولادته وهو يدرس نهارا وامر هو من غير أن يطلب الوالد عمل طالع للولد وحكم بوفاته. وهذا الحديث يتضمن ان الولادة كانت ليلا وان والدة الصبي طلبت اخذ طالعه ولم يذكر حكم لهذا المولود بوفاة (فصل) ومن اخبار أبي علي الجبائي بالاعتذار عن العمل باحكام النجوم ما ذكره التنوخي أيضا قال اخبرني غير واحد من أصحابنا ان عبد الله بن عباس الرامهرمزي المتكلم اخبره قال أردت الانصراف من محل أبى علي الجبائي إلى بلدي فجئته مودعا فقال يا ابا محمد لا تخرج اليوم فان المنجمين يقولون من سافر هذا اليوم في سفينة غرق فاقم إلى يوم كذا وكذا فإنه محمود عندهم فقلت أيها الشيخ مهما تعتقده في قولهم كيف تجيبني بهذا؟ فقال يا ابا محمد لو أخبرنا ونحن في طريق بان فيه سبعا أليس