قال تمليخا: فانى نائم بعد!!
قال الخباز: أنت تكلمني ولست بنائم.
قال: وأخذ درهما من الدراهم التي كانت معه فأعطاه الخباز فقال: زن لي بهذا خبزا وعجل. فأخذه الخباز فرآه ثقيلا وزنه عشرة دراهم وثلثان، فجعل الخباز ينظر إلى تمليخا (مرة) (18) ومرة إلى الدرهم.
ثم قال: ما اسمك؟ فقال: (تمليخا).
قال: يا تمليخا أظنك قد وجدت كنزا فإن كان قد أصبته فأعطني بعضه وإلا.... (19).
قال تمليخا: يا هذا، لا تظلمني، فأنا أخذت الدراهم من ثمن ثمرة بعتها بالأمس في القرية وكان أهل المدينة يعبدون دقيوس الملك.
فقال الخباز: هات نصيبي من الكنز فإني لا أقبل منك قولك هذا.
قال تمليخا: يا رجل، إني من أهل هذه المدينة ولست بغريب.
قال الخباز: من يعرفك من أهل المدينة؟ قال: هم (20) يعرفني جماعة فسمى أكثر من مائة انسان فلم يعرفهم الخباز ولا عرف أحد منهم.
فغضب الخباز وقال: إنك لأحمق وقد وجدت كنزا ولست تعطيني (21) منه شيئا. ثم تذكر أسماء قوم كفار ماتوا منذ ثلاثمائة سنه. وتعلق به واجتمع عليه الناس، فقدموه إلى ملكهم.
وقال الملك: ما شأنكم؟ - وكان رجلا عاقلا -.
قالوا: اتيناك بالعجب هذا رجل قد وجد كنزا وهي دراهم معه.
فقال الملك: إن نبينا عيسى عليه السلام أمرنا إلا نأخذ من الكنز إلا