بني سعد بعد أن اضافه فلما وصل إلى منزله دخل على ابنته حليمة وقال لها أبشري فقد جاءتك الدنيا بأسرها فقالت حليمة ما الخبر قال عبد الله اعلمي ان عبد المطلب رئيس قريش وسيد بني هاشم سألني انفاذك إليه لترضعي ولده وتبشري بالعطاء الجزيل والسير الجميل قال ففرحت حليمة بذلك وقامت من وقتها وساعتها واغتسلت وتطيبت وتبخرت وفرغت من زينتها فلما ذهب من الليل نصفه قام عبد الله وزين ناقته وكانت مشرفه فركبت عليها حليمة وركب عبد الله فرسه وكذلك زوجها بكر بن سعد السعدي وخرجوا من دارهم في داج من الليل فلما أصبحوا كانوا على باب مكة ودخلوها وذهبت حليمة إلى دار عاتكة وكانت تلاطف محمدا صلى الله عليه وآله وتلعقه العسل والزبد الطري فلما دخلت الدار وسمع عبد المطلب بمجيئها جاء من ساعته ودخل الدار ووقف بين يدي حليمة ففتحت حليمة جيبها وأخرجت ثديها الأيسر واخذت رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعته في حجرها ووضعت ثديها في فمه والنبي صلى الله عليه وآله يترك ثديها الأيسر ويضطرب إلى ثديها الأيمن، فأخذت حليمة ثديها الأيمن من النبي صلى الله عليه وآله ووضعت ثديها الأيسر في فمه، وذلك أن ثديها الأيمن كان جها ما لم يكن فيه لبن، وخافت حليمة ان النبي صلى الله عليه وآله إذا مص الثدي الأيمن ولم يجد فيه شيئا لا يأخذ بعده الأيسر، فيأمر عبد المطلب باخراجها من الدار، فلما الحت على النبي ان يأخذ الأيسر والنبي يميل إلى الأيمن صاحت عليه يا ولدي مص الأيمن حتى تعلم أنه سيكون جهاما يابسا لا شئ فيه، قال فضبط النبي على ثديها واخرج خلف الأيمن حتى امتلأت فانفتح باللبن حتى ملا شدقيه كفم رأس الزق بأمر الله تعالى وببركته صلى الله عليه وآله فضجت حليمة وقالت واعجبا منك يا ولدى وحق رب السماء ربيت بثدي الأيسر اثني عشر ولدا وما ذاقوا من ثدي الأيمن شيئا والآن قد انفتح ببركتك، وأخبرت بذلك عبد الله فأمرها بكتمان ذلك فلما شبع النبي صلى الله عليه وآله ترك الخلف من ساعته فقال عبد المطلب تكونين عندي
(٢٧)