ان ديني ليس دينكم وأنا أقول الحق ان شئتم فاقبلوا وان شئتم لا تقبلوا ما هذه العلامات إلا علامات نبي مرسل في زمانكم هذا ونحن وجدنا في التوراة ذكر وصفه وفي الإنجيل نعته وفي الزبور اسمه واسمه في الصحف وهو الذي يبطل عبادة الأوثان والأصنام ويدعوا إلى عبادة الرحمن ويكون على العالم قاطع السيف طاعن الرمح نافذ السهم تخضع له ملوك الدنيا وجبابرتها فالويل كل الويل لأهل الكفر والطغيان وعبدة الأوثان من سيفه ورمحه وسهمه فمن آمن نجا ومن كفر هلك فقام الخلق من عنده مغمومين مكروبين ورجعوا إلى مكة محزونين.
(قال الواقدي) وأصبح عبد المطلب في يوم الثاني ودعا بآمنة وقال هاتي ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي فجائت آمنة ومحمد صلى الله عليه وآله على ساعدها فقال عبد المطلب اكتميه يا آمنة ولا تبديه لاحد فان قريشا وبني أمية يرصدون في أمره قالت له آمنة السمع والطاعة فجاء عبد المطلب ومحمد صلى الله عليه وآله على ساعده واتى به إلى بيت الحرام وأراد ان يمسح بدنه باللات والعزى لتسكن دمدمة قريش وبني هاشم ودخل عبد المطلب بيت الله الحرام فلما وضع رجله في البيت سمع النبي صلى الله عليه وآله وهو يقول بسم الله وبالله وإذا البيت يقول السلام عليك يا محمد ورحمة الله وبركاته وإذا بهاتف يهتف ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فتعجب عبد المطلب من صغر سنه وكلامه ومما قال له البيت فتقدم عبد المطلب لخزنة البيت وأمرهم أن يكتموا ما سمعوا من البيت ومحمد صلى الله عليه وآله (قال) الواقدي فتقدم عبد المطلب إلى اللات والعزى وأراد ان يمسح بدن النبي صلى الله عليه وآله باللات والعزى فجذب من ورائه فالتفت إلى ورائه فلم ير أحدا فتقدم ثانيا فجذبه من ورائه الجاذب فنظر إلى ورائه فلم ير أحدا ثم تقدم ثالثا فجذبه الجاذب جذبة شديدة حتى اقعده على عجزه وقال مه يا أبا الحارث أتمسح بدنا طاهرا