وسواد أكمامها على وجهيهما من شده الضوء فعندها انكب سواد على النبي صلى الله عليه وآله وقال لعبد المطلب أشهد على نفسي انى آمنت بهذا الغلام بما يأتي به من عند ربه ثم قبل وجنات النبي صلى الله عليه وآله وخرجا جميعا ورجع سواد إلى موضعه وبقى عبد المطلب فرحا نشيطا.
(قال محمد بن عمر الواقدي) فلما اتى على النبي صلى الله عليه وآله شهر كان إذا نظر إليه الناظر يتوهم انه من أبناء سنة لوقارة جسمه وتمام فهمه صلوات الله عليه وآله وكانوا يسمعون من التسبيح والتمجيد والثناء على الله تعالى.
(قال الواقدي) فلما اتى على رسول الله صلى الله عليه وآله شهران مات وهب جده أبو أمه آمنة وجاء عبد المطلب وجماعة من قريش وبنى هاشم وغسلوا وهيا وحنطوه وكفنوه ودفنوه على ذيل الصفا.
(قال الواقدي) فلما اتى على رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة أشهر ماتت أمه آمنة (رض) فبقي النبي صلى الله عليه وآله بلا أم ولا أب وهو من أبناء أربعة أشهر فبقي يتيما في حجر جده عبد المطلب أبى أبيه (رض) فاشتد على عبد المطلب موت آمنة ليتم محمد صلى الله عليه وآله فلم يأكل ولم يشرب ثلاثة أيام فبعث عبد المطلب إلى عند بناته عاتكة وصفية وقال لهما خذا محمدا صلى الله عليه وآله والنبي لا يزداد إلا بكاء ولا يسكن وكانت عاتكة تلعق النبي صلى الله عليه وآله عسلا صافيا ولا يزداد النبي صلى الله عليه وآله إلا تماديا في البكاء (قال) الواقدي فضجر عبد المطلب فصار لا يتهنأ ان ينظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في تلك الحالة فقال لابنته عاتكة أحضري نساء قريش فلعله ان يقبل ثدي واحدة منهن ويرضعن ولدى وقرة عيني محمدا فقالت ابنته عاتكة السمع والطاعة يا أبتي فبعثت عاتكة بالجواري والعبيد نحو نساء بني هاشم وقريش ودعتهن إلى ارضاع النبي صلى الله عليه وآله فجئن إلى عاتكة واجتمعن عندها في أربعمائة وستين جارية من بنات صناديد قريش واصل بني هاشم فتقدمت كل واحدة ودفعن أراد انهن عن رسول الله صلى الله عليه وآله ووضعن ثديهن في فم رسول الله صلى الله عليه وآله فما قبل واحدة وبقين متحيرات