المنابر وقد صعدوا الصروح ينظرون إلى الذي رأوا من العجائب ولا يدرون ما الخبر وكذلك عبد المطلب قد صعد مع أولاده فما شعروا بشئ حتى قرع الغلام الباب ودخل على عبد المطلب وقال يا سيدنا ابشر فان آمنة وضعت ذكرا فاستبشر بذلك وقال قد علمت أن هذه براهين ودلايل لمولودي فذهب عبد المطلب إلى آمنة مع أولاده ونظروا إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ووجهه كالقمر ليلة البدر يسبح ويكبر في نفسه فتعجب منه عبد المطلب.
(قال الواقدي) فأصبح أهل مكة في يوم الثاني صبيحة يوم السبت ونظروا إلى القنديل والسلسلة والى ريش الزعفران والعنبر ينزل من الغمامة وينظرون إلى الأصنام وقد خرجت من مراكزها مكبات على وجوهها وبقى الخلق على ذلك وجاء إبليس أخزاه الله على صورة شيخ زاهد وقال يا أهل مكة لا يهمنكم أمر هذا فإنما اخرج الأصنام بهذا الميل العفاريت والمردة وسجدوا لهن فلا يهمنكم وأمر إبليس لعنه الله تعالى ان ترد الأصنام إلى جوف بيت الله الحرام ففعلوا ذلك وإذا بهاتف يهتف ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.
(قال الواقدي) فأرسل الله تعالى إلى البيت حللا من الديباج الأبيض مكتوبا عليها بخط أسود: بسم الله الرحمن الرحيم: يا أيها النبي انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا وقمرا منيرا (قال) الواقدي فتعجب الناس من ذلك فبقيت الحلل على البيت أربعين يوما فذهب رجل من آل إدريس كان بالثعلبان واتى وكانت يده دسمة فتمسح بتلك الحلل والتحف بها فارتفعت الحلل من ليلتها ولو لم يلتحف بها لبقيت على بيت الله الحرام هي والديباج إلى يوم القيامة (قال) الواقدي فاجتمع رؤساء بني هاشم وذهبوا إلى حبيب الراهب وقالوا يا حبيب بين لنا خبر هذه الحلل وخروج الأصنام من جوف بيت الله الحرام والكواكب السائرات والبرق الذي أبرق في هذه الليلة والجلبات التي سمعنا فما هي فقال حبيب أنتم تعلمون