(غزوة حنين) فأما ما كان منه صلوات الله عليه في يوم حنين، فإن رسول الله صلوات الله عليه وآله لما افتتح مكة وسمعت بذلك هوازن اتقوا على أنفسهم، فجمعهم مالك بن عوف النصري وكان سيدهم يومئذ وكان فيهم دريد بن الصمة (الجشمي) شيخا كبيرا قد خرف (1)، فأخرجوه لمعرفته في الحرب وليأخذوا من رأيه (2) واجتمعوا على تقديم مالك بن عوف، فجمعهم ونزل بهم أوطاس وكان مالك بن عوف قد أمرهم فساقوا معهم الأهل والمال، وكان دريد قد كف بصره وصار كالفرخ على بعير يقاد به، فلما نزلوا، قال: أين نزلتم؟؟ قالوا:
بأوطاس. قال: نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس ولا سهل دهس.
(ضبط الغريب) (الحزن: الوعر. والضرس: ما خشن من الآكام والأخاشيب. والدهس والدهاس: المكان اللين من الأرض الذي يغيب فيه قوائم الدواب).