شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ١ - الصفحة ٣١٢
مالي أسمع رغاء البعير ونهاق الحمير وثغاء الشاة وبكاء الصغير. قالوا: لان مالكا أمر الناس بالمجئ بالأهل والمال. قال: ادعوه لي. فدعوه. فقال: يا مالك قد أصبحت رئيس قومك، وهذا يوم كائن لما بعده من الأيام، فلم سقت مع الناس نساءهم وأموالهم. قال: أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله يقاتل عنهم. قال دريد: وهل يرد بذلك المنهزمة إن كانت والله لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك وقومك، فأرجع الأهل والمال إلى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم. ثم الق عدوك على متون الحيل، فإن كانت لك لحق بك وراءك (1)، وإن كانت عليك كنت قد أحرزت أهلك ومالك. فكره مالك أن يكون لدريد في ذلك أمر، فلاطفه في القول، وقال لهوازن: هذا شيخ قد كبر وكبر عقله. فأحسن ذلك منه دريد. فقال شعرا:
يا ليتني فيها جذع * أخب فيها وأضع (2) وكان ذلك مما هيئه الله ويسره من أموالهم ليفيئه على رسوله صلوات الله عليه وآله، فسار رسول الله صلوات الله عليه وآله إليهم في اثني عشر ألف مقاتل، وذلك أنه قدم مكة في عشرة آلاف وخرج معه منها ألفان، فلما قرب من المشركين وهم بحنين تفرقوا له وكمنوا له في واد على طريقه إليهم سبقوه إليه - وفيه شعاب ومضايق، فلما صار المسلمون فيه وقد أعجبتهم كما قال الله

(1) وفي نسخة الأصل: قومك.
(2) وأضاف ابن هشام 4 / 61 والقمي في تفسيره 1 / 286:
أقود وطفاء الزمع * كأنها شاة صدع الجذع: الشاب الحدث، ويريد به منا قوة الشباب، الوطفاء: الطويلة الشعر. والشاة: الوعل.
صدع: متوسط بين العظيم والحقير.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤسسة 3
2 مقدمة المحقق 5
3 المؤلف والكتاب 17
4 محتويات الجزء الأول خطبة الكتاب 87
5 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها 89
6 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقصاكم علي 91
7 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا من علي 93
8 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 97
9 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه 99
10 علي عليه السلام كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 111
11 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني يؤدي ديني ويقضي عداتي 113
12 علي عليه السلام أمير المؤمنين والوصي والخليفة 116
13 نقد للطبري 130
14 إشراكه في الهدي 134
15 مناقب أمير المؤمنين عليه السلام 137
16 عائشة تعترف بفضله 140
17 حب الرسول له 143
18 الحسين وعبد الله بن عمرو بن العاص 145
19 علي حبيب الرسول 147
20 ما جاء في من ذم عليا عليه السلام أو أبغضه 151
21 خطبة علي على منبر الكوفة 159
22 بغض أهل البيت عليه السلام 161
23 صعصعة مع معاوية 170
24 محتويات الجزء الثاني سبق علي عليه السلام إلى الاسلام 177
25 اختصاص علي عليه السلام بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم 188
26 تفضيل علي عليه السلام 195
27 إطاعة علي عليه السلام وعدم مفارقته 216
28 ولاية علي عليه السلام 219
29 محتويات الجزء الثالث جهاد علي عليه السلام 253
30 غزوة بدر 262
31 غزوة أحد 267
32 غزوة حمراء الأسد 283
33 غزوة الخندق 287
34 غزوة خيبر 301
35 فتح مكة 304
36 غزوة بني جذيمة 309
37 غزوة حنين 311
38 سرايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 320
39 أحاديث في الجهاد 327
40 محتويات الجزء الرابع فصل في الناكثين والقاسطين والمارقين 337
41 فصل في الأمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين 337
42 فصل في اعتراض عائشة وحفصة على عمل عثمان 341
43 فصل في المواطن التي امتحن بها علي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 345
44 من منابع الاختلاف 363
45 خطبة علي بعد بيعته 369
46 حرب الجمل 376
47 حرب الصفين 405
48 تخريج الأحاديث 417