(سرايا الرسول) فأما ما أخرجه رسول الله صلوات الله عليه وآله من السرايا فإنه لم يبق أحد من أصحابه إلا أخرجه في سرية وأمر عليه غيره غير علي صلوات الله عليه فإنه لم يؤمر عليه أحد قط إبانة لفضله واستحقاقه الإمامة من بعده. وغزاه غزوتين غزوة اليمن وغزوة بني عبد الله بن سعيد من أهل فدك فأرضي الله ورسوله فيهما. وكان آخر بعث بعثه رسول الله صلوات الله عليه وآله بعث أسامة بن زيد بن حارثة، وقد نعيت نفسه إليه صلوات الله عليه وآله وأمره أن يوطئ الخليل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، وأوعب معه جميع المهاجرين الأولين لم يبق منهم أحدا غير علي صلوات الله عليه إلا وقد أمره بالنفور مع أسامة بن زيد.
فاعتل صلوات الله عليه وآله العلة التي قبض فيها وقد برر أسامة بأصحابه.
وكان آخر ما عهده أن قال: نفذوا جيش أسامة ولا يتخلف أحد ممن أنفذه معه أراد أن يصفوا الامر لعلي صلوات الله عليه وألا يعارض أحد فيه، فتثاقلوا إلى أن قبض رسول الله صلوات الله عليه وآله، وكان من أمرهم ما قد كان.
فهذه جملة ما جاء في السير عن العامة في فضل جهاد علي صلوات الله عليه.
ونحن نذكر نكتا بعد ذلك مما روي في مثله.