(غزوة بني جذيمة) ولما فتح رسول الله صلوات الله عليه وآله واستقر قرار أهلها بعث رسول الله صلوات الله عليه وآله قوما يدعون العرب إلى الله والى رسوله ليدخلوا فيما دخل فيه أهل مكة، وكان فيمن بعثه خالد بن الوليد، ولم يأمرهم بقتال أحد، فأتى بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة ومعه كتبية، فلما رأوه أخذوا السلاح. فقال لهم خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب أوزارها، وإنما أرسلنا رسول الله صلوات الله عليه وآله لندعو الناس إلى الاسلام ولم يأمرنا بقتال أحد. فوضعوا سلاحهم خلا رجل منهم يقال له: جحدم فإنه قال:
ويحكم فإنه خالد. والله ما بعد وضع السلاح إلا الأسر وما بعد الأسر إلا ضرب الأعناق. فقاموا بأجمعهم عليه وقالوا: يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا، إن الناس قد أسلموا ووضعوا السلاح. فقال: والله لا أضع سلاحي، فغلبوا عليه، وانتزعوا السلاح من يده، فلما وضعوا سلاحهم، أمر بهم خالد فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل منهم جماعة، وبلغ رسول الله صلوات الله عليه وآله الخبر. فقام قائما، ورفع يديه إلى السماء، وقال: اللهم إني أبرء إليك مما صنع خالد. ثم دعا عليا صلوات الله عليه، وقال: يا علي اخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك. ودفع إليه مالا، وقال له: إعقل لهم من قتل