فجاء عمر إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله، فأخبره بقوله. فقال:
يا رسول الله صلوات الله عليه وآله إني أخاف أن يكون له في قريش صولة. فدعا رسول الله صلوات الله عليه وآله عليا صلوات الله عليه، وقال له: اذهب فخذ الراية منه، وكن أنت الذي تدخل بها، ففعل.
وكان علي صلوات الله عليه وآله موضع حربه وموضع سلمه، وكذلك قال له في غير موطن: يا علي حربك حربي وسلمك سلمي.
وفرق رسول الله صلوات الله عليه وآله المسلمين يوم دخول مكة كتائب، وقدم على كل كتيبة منهم رجلا، وأمره ان يدخل بهم من موضع سماه له، فدخلوا على ذلك آمنين كما وعد الله عز وجل وهو لا يخلف الميعاد وأمر رسول الله صلوات الله عليه وآله امراء الكتائب ألا يقاتلوا إلا من قاتلهم خلا نفر سماهم لهم أمر بقتلهم ولو وجدوا تحت أستار الكعبة لعظم جرائم كانت لهم، فترك كثير منهم من لقيه ممن كانت بينه وبينهم معرفة وله به عناية، واستأمن بعضهم لبعض، وجسروا على رسول الله صلوات الله عليه وآله برد أمره فيهم، وكان منهم عبد الله بن سعد أخو بني عامر بن لؤي، وكان أعظمهم جرما وكان رسول الله أشد عليه حنقا.
وكان أول من بدأ باسمه ممن ندر يومئذ دمه، وقال: اقتلوه ولو وجدتموه تحت أستار الكعبة. وذلك إنه كان أسلم، فاستكتبه رسول الله صلوات الله عليه، وكان يكتب له الوحي، فيملي عليه رسول الله صلوات الله عليه وآله: غفور رحيم، فيكتب: عزيز حكيم، وأشباه ذلك، فارتد كافرا ولحق بمشركي قريش، وقال: قد أنزلت قرآنا كثيرا وأتيته