فقال: اذهب بي إليه، فمضيت به حتى دنا منه. فقال لطلحة: يا أبا محمد، ألا تنهي الناس عن قتل هذا الرجل؟؟ فقال له طلحة: يا أبا سعيد، إن لك دارا، فاذهب، واجلس في دارك فان نعثلا " (1) لم يكن خاف هذا اليوم.
ذكرنا هذه الأخبار مختصرة من أخبار كثيرة لما أردنا من تقديمها قبل خروج طلحة والزبير وعائشة يطلبون بزعمهم بدم عثمان في ظاهر الامر وهذا كان أمرهم فيه.
(315) محمد بن سلام، باسناده عن علي صلوات الله عليه: إنه ذكر المواطن التي امتحن فيها بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله.
فقال: وأما ما امتحنت بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله (في سبعة مواطن: فوجدني فيهن - من غير تزكية لنفسي - بمنه ونعمته صبورا.
أما أولهن:) (2) فإنه لم يكن لي خاص آنس به ولا أستأنس (3) إليه ولا أعتمد عليه ولا أتقرب إلى الله بطاعته، وأبتهج به في السراء، ولا أستريح إليه في الضراء غير رسول الله صلوات الله عليه وآله، فإنه هو رباني صغيرا، ويوأني كبيرا، وكفاني العيلة (4) وجبرني من اليتم، وأغناني عن الطلب، وكفاني المكسب وعال لي النفس والأهل والولد مما خصني الله عز وجل من الدرجات التي قادتني إلى معالي الحظوة عنده فنزل بي من وفاة رسول الله صلوات الله عليه وآله ما لم تكن الجبال لو