مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) - محمد بن سليمان الكوفي - ج ٢

1023 - [أبو جعفر محمد بن سليمان] (1) قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن الحناط قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال: أخبرنا علي بن حكيم قال: أخبرنا محمد بن فضيل الضبي [عن فضيل بن مرزوق] عن إبراهيم بن الحسن عن فاطمة ابنة [الحسين بن] علي:
عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغط عليه (2) قالت: فأنزل عليه يوما ورأسه في حجر علي فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صليت العصر يا علي؟ فقال: لا يا رسول الله. قالت: فدعا الله فردت عليه الشمس حتى صلى العصر قالت: فرأيت الشمس بعدما غابت حين ردت عليه حتى صلى العصر.

(١) بقدر ما بين المعقوفات أو أربع كلمات كان في أصلي بياض.
(٢) كذا في أصلي، وفي بعض المصادر: " يكاد يغشى عليه ".
وهذا الحديث رواه عدة من الصحابة، وأفردها بالتأليف جم غفير من علماء المسلمين، وزين جماعة من الحفاظ كتبهم بإدراج الحديث وذكره فيها.
وأما رواة الحديث من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فالذين وجدنا حديثهم فثمانية:
الأول منهم الامام أمير المؤمنين عليه السلام وحديثه رواه الحافظ الحسكاني وأبو الحسن شاذان الفضلي ويجد الباحث الحديث في آخر الأحاديث التي علقناها على الحديث: (٨١٥) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٣٠٣ ط ٢.
الثاني من الصحابة الذين رووا حديث رد الشمس هو الإمام الحسين عليه السلام وحديثه تحت الرقم: (١٥٨) من كتاب الذرية الطاهرة الورق ٢٨ / ب /.
الثالث من الصحابة الذين ذكروا حديث رد الشمس هو جابر بن عبد الله الأنصاري وحديثه في أواخر الفصل: (١٩) مناقب الخوارزمي ص ٢٣٦.
الرابع من رواة الصحابة لحديث رد الشمس هو أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وحديثه تحت الرقم: (١٤١) من مناقب ابن المغازلي ص ٩٨.
الخامس من رواة الصحابة هو أبو سعيد الخدري رفع الله مقامه وحديثه في رسالة رد الشمس للحافظ الحسكاني.
السادس من الصحابة ممن روى حديث رد الشمس هو أبو هريرة وحديثه في رسالة أبي الحسن شاذان الفضيلي ورسالة الحافظ الحسكاني.
السابع ممن روى حديث رد الشمس هي الصحابية أسماء بنت عميس ويصح عد حديثها متواترا لكثرة أسانيدها ومصادرها.
الثامن ممن روى حديث رد الشمس من الصحابة هو أنس بن مالك كما رواه عنه المصنف هاهنا.
وجميع من ذكرنا من الصحابة هاهنا ذكرنا حديثه حرفيا من وجوه أكثر مما أشرنا إليه هاهنا في تعليق الحديث: (٨١٤ - ٨١٦) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٢٨٣ - ٣٠٦ ط ٢.
وأما الذين أفردوا الحديث بالتأليف وكتبوا فيه رسالة مستقلة فهم أيضا جماعة من كبار الحفاظ والمحققين واليك أسماء من يحضرني الآن:
فمنهم الحافظ الشهير ابن مردويه على ما رواه عنه البياضي في كتاب الصراط المستقيم كما في عبقات الأنوار: ج... ص؟ ٣٣.
ومنهم الحافظ الحسكاني عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحذا كما في ترجمته من كتاب تذكرة الحفاظ، وكان هذه الرسالة موجودة عند ابن تيمية وتلميذه ابن كثير فلعبوا بها في كتابيهما منهاج السنة: ج ٤ ص ١٨٨، ط بولاق، والبداية والنهاية: ج ٦ ص ٨٧ ط بيروت.
ومنهم أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي قال الكنجي الشافعي في الباب:
(١٠٠) من كتاب كفاية الطالب ص... وقد شفى الصدور الامام الحافظ أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي في جمع طرقه في كتاب مفرد.
وأخرج ابن حجر في ترجمة محمد بن الحسين هذا من كتاب لسان الميزان: ج ٥ ص ١٣٩، عن تاريخ حلب قال: قدم على سيف الدولة ابن حمدان فأهدى له كتابا في مناقب علي - وقد وقفت عليه بخطه - وصحح رد الشمس على علي...
ومنهم أبو الحسن الفضلي والحافظ السيوطي.
قال الشهاب الخفاجي في شرحه: ج ٣ ص ١١: و [الحديث] رواه الطبراني بأسانيد مختلفة رجال أكثرها ثقات..
ثم قال: وهذا الحديث صححه المصنف وأشار إلى أن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته وقد صححه قبله كثير من الأئمة كالطحاوي وأخرجه ابن شاهين وابن مندة وابن مردويه والطبراني في معجمه وقال: إنه حسن..
ثم قال: وقد صنف السيوطي في هذا الحديث رسالة مستقلة سماها كشف اللبس عن حديث رد الشمس وقال: إنه سبق بمثله لأبي الحسن الفضلي وأورد طرقه بأسانيد كثيرة وصححه بما لا مزيد عليه.
أقول: أما أحاديث أبي الحسن الفضلي فأوردها السيوطي في فضائل علي عليه السلام من كتاب اللآلي المصنوعة عند الرد على ابن الجوزي في تضعيفه حديث رد الشمس.
وأما رسالة كشف اللبس فشاهدتها في مكتبة النيل من القاهرة لما قدمناها في السنة:
(١٣٩٧) واستنسخها ابني الشيخ جعفر المحمودي وهي عندي. هذا ما حضرني من أسماء من أفرد هذا الحديث الشريف بالتأليف من غير فحص بليغ ولا بذل الجهد بالاستقلال والمتضلع في معرفة الكتب وآثار الحفاظ والعلماء يجد أكثر فأكثر.
فأما الذين أدرجوا الحديث في تأليفهم فأمم لا يحصون ونذكر هنا من ظفرنا به عفويا بلا فحص استقلالي فمنهم أحمد بن محمد بن سلام أبو جعفر الطحاوي المتوفي سنة (٣٢١) فإنه ذكر الحديث من طريقين في كتاب مشكل الآثار: ج ٢ ص ٨ و ج ٤ ص ٣٨٨.
ومنهم أحمد بن صالح المصري.
ومنهم القاضي عياض في كتاب الشفاء قال: أخرج الطحاوي الحديث عن أسماء بنت عميس من طريقين..
ثم قال: قال الطحاوي وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات.
وحكى الطحاوي أن أحمد بن صالح كان يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء لأنه من علامات النبوة.
وممن روى الحديث هو الحافظان الكبيران أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة. ومنهم الحافظ الطبراني كما روى عنهم جميعا السيوطي في اللآلي المصنوعة.
ومنهم العقيلي فإنه أخرج الحديث في ترجمة عمار بن مطر من ضعفائه الورق ١٦٣.
ومنهم الحافظ محمد بن إسحاق بن خزيمة فإنه روى الحديث في فضائل علي عليه السلام كما رواه عنه العاصمي في كتاب زين الفتى الورق ٥٠ /.
ومنهم الذهبي في ترجمة عمار بن مطر من ميزانه: ج ٢ ص ٢٤٤ ط ٢.
ومنهم الحاكم النيسابوري في ترجمة عبد الله بن حامد من تاريخ نيسابور، والبيهقي في كتاب دلائل النبوة.
ومنهم ابن حجر قال في فتح الباري: ج ٦ ص ١٦٨، قال: ورواه الطحاوي والطبراني في الكبير والبيهقي في الدلائل.
ومنهم ابن مندة وابن شاهين وابن مردويه.
قال السخاوي في كتاب المقاصد الحسنة ص ٢٢٦: ورواه ابن مندة وابن شاهين وابن مردويه.
ورواه أيضا السيوطي في كتاب الخصائص: ج ٢ ص ٨٢ عن ابن مندة وابن شاهين والطبراني.
ومنهم ابن المغازلي في الحديث: (١٤٠) من مناقب علي عليه السلام ص ٩٦.
ومنهم الثعلبي في كتابه قصص الأنبياء ص ٣٤٠.
ومنهم الكنجي الشافعي في كتاب كفاية الطالب ص ٣٨٥.
ومنهم الخوارزمي في الحديث: (٢٣) من الفصل: (١٩) من مناقبه ص ٢١٧.
ومنهم سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص ص ٢٨٧.
ومنهم الحموئي في الباب: (٣٧) من السمط الأول من فرائد السمطين: ج ١، ١٨٣.
ومنهم الحافظ ابن عساكر في ترجمة فاطمة بنت علي من تاريخ دمشق وفي الحديث:
(٨١٤) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٢٨٣.
ومنهم الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة والخطيب في كتاب تلخيص المتشابه كما في كتاب النجوم: ج ٢ ص ٤٨٧، واللآلي المصنوعة: ج ١، ص ١٧٤، ط بولاق. وجميع ما أشرنا إليه ها هنا يجده طلاب الحق والحقيقة بنحو التفصيل في تعاليقنا على الحديث: (٨١٤) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٢٨٤.
وقال محمد بن علي الشوكاني المتوفى عام: (١٢٥٠) في كتاب الفوائد المجموعة ص 118، قال:
وقد رواه الطحاوي في كتاب مشكل الحديث من طريقين وقال: هما ثابتا رواتهما ثقات.
وقد رواه الطبراني وقد ذكر له صاحب اللآلي طرقا وألف في ذلك جزءا... وله في إثباته جزء سماه كشف اللبس عن حديث رد الشمس.
و [رواه أيضا] السخاوي والشامي وله [كتاب] مزيل اللبس عن حديث رد الشمس.
و [رواه أيضا] القسطلاني وابن الزمع وابن العراقي وابن حجر المكي والقارئ والخفاجي والتلمساني والدلجأي والحلبي والشيراطي والقشاشي والكروري.

(٥١٨)