عن أبي مريم (1) قال: كانت امرأة يقال لها: جرداء وكانت تحب عليا وكانت من شيعته فقال لها زوجها: كنا مع علي بن أبي طالب / 158 / ب / بكربلاء فصلى بنا الفجر ثم أخذ بعرة غزال فشمه ثم قال: يقتل بهذه الأرض قوم لا حساب عليهم.
[قال: يا جرداء] ألا ترين ما قال صديقك؟ قالت: إن كان قاله فهو أعلم.
[قال] فضرب الزمان حتى بعث ابن زياد الخيل إلى حسين رضوان الله عليه فخرجت فيهم فلما أتيت المكان عرفت الحديث فنزل الناس يمينا وشمالا فسرت حتى وقفت على الحسين فسلمت عليه فقلت: السلام [عليك] يا ابن رسول الله ألا أحدثك بحديث سمعته من أبيك؟ قال: بلى أفمعنا أم علينا؟ قلت: لا معك ولا عليك تركت بالكوفة صبيانا أتخوف عليهم بعدي.
فقال [الحسين]: أما إذا [لا تكون معنا] فهاربا؟ فوالذي نفس الحسين بيده لا يشهدن أحد اليوم مقتلتنا ويسمع أصواتنا فلا يعيننا إلا دخل النار.
قال: فوليت هاربا فلم أسمع لهم صوتا ولم أشهد لهم مقتلا.