مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) - محمد بن سليمان الكوفي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٧
باب ما ذكر أن عليا قسيم النار 1030 - محمد بن سليمان قال: حدثنا / 209 / ب (1)
(١) أقول: وحيث إن مطالب هذا العنوان قد سقط عن نسختي بسقوط ورق كامل هاهنا فلا بد لنا أن نملا هذا الفراغ ببعض ما عندنا إلى أن يوفقنا الله تعالى بالظفر على نسخة كاملة من هذا الكنز الثري الواسع الأطراف فنقول: هذا الحديث رواه جماعة من الحفاظ منهم أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي كما في الحديث الثالث الذي رواه في مناقب علي المطبوع في خاتمة مناقب ابن المغازلي ص ٤٢٧ ط ١، قال:
حدثنا أبو الأغر أحمد بن جعفر الملطي قدم علينا في سنة سبع وعشرين وثلاث مائة قال: حدثنا محمد بن الليث الجوهري قال: حدثنا محمد بن الطفيل قال: حدثنا شريك بن عبد الله قال:
كنت عند الأعمش وهو عليل فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا:
يا [أ] با محمد إنك في آخر أيام الدنيا وأول أيام الآخرة وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث فتب إلى الله منها!!! [ف] قال [الأعمش]: أسندوني أسندوني.
فأسند فقال: حدثنا أبو المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى لي ولعلي: القيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبكما فذلك قوله تعالى:
* (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * [٢٣ ق: ٥٠] فقال أبو حنيفة للقوم: قوموا لا يجئ بشئ أشد من هذا.
ورواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية: (٢٣) من سورة " ق " من شواهد التنزيل بسنده عن الكلابي وبسند آخر ثم قال: ورواه [أيضا] الحماني عن شريك:
حدثنيه أبو الحسن المصباحي حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن واصل، حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان [حدثنا] يعقوب بن إسحاق من ولد عباد بن العوام [حدثنا] يحيى بن عبد الحميد [عن] شريك، عن الأعمش، قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمد وعلي: أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما، فيجلس علي [على] شفير جهنم فيقول [لها]: هذا لي وهذا لك وهو قوله:
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ".
ثم رواه بأسانيد أخر.
ورواه أيضا الطوسي في الحديث: (٩) من الجزء (١١) من أماليه: ج ١ ص ٢٩٦ ط ٣ قال:
قال أبو محمد الفحام: حدثني أبو الطيب محمد بن الفرحان الدوري قال: حدثنا محمد بن علي بن فرات الدهان، قال: حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه عن الأعمش:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب: أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما. وذلك قوله تعالى: " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ".
وقريبا منه رواه بسند آخر في الحديث (٣٢) من المجلس ١٣، من ج ١، ص ٣٧٨.
ورواه أيضا بسنده عن أبي المفضل الشيباني في الحديث: (٧) من المجلس: (١٢) من أماليه: ج ٢ ص ٦٣٩ ط بيروت قال:
قال أبو المفضل: حدثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة قال: حدثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد الله الأنماطي البغدادي بحلب قال: حدثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عم الشريك، قال: حدثني شريك بن عبد الله القاضي قال:
حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديدا وذكر ما يتخوف من خطيئاته وأدركته ذمة فبكى.
فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا محمد اتقي الله وانظر لنفسك فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك. قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان؟ قال: مثل حديث عباية: " أنا قسيم النار " قال: أو لمثلي تقول [هذا] يا يهودي؟ أقعدوني سندوني أقعدوني حدثني - والذي مصيري [إليه] - موسى بن طريف ولم أر أسديا كان خيرا منه، قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحي قال: سمعت عليا أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنا قسيم النار أقول: هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه.
وحدثني أبو المتوكل الناجي [علي بن داوود - أو دواد - البصري الموثوق بالاتفاق من رجال الصحاح الست] في إمرة الحجاج... عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ويقال لنا: أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما.
[ثم] قال أبو سعيد: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي من لم يتول - أو قال: لم يحب - عليا، وتلا " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ".
قال: فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال: قوموا بنا لا يجيبنا أبو محمد بأطم من هذا.
قال الحسن بن سعيد: قال لي شريك بن عبد الله: فما أمسى يعني الأعمش حتى فارق الدنيا رحمه الله.
وقريبا رواه أيضا الشيخ السديد السعيد المفيد أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي جد الشيخ أبي الفتوح الرازي في الحديث (١٤) من أربعينه قال: [و] عن محمد بن تميم الواسطي عن الحماني عن شريك قال: كنت عند سليمان الأعمش في مرضه..
ورواه أيضا في الحديث العاشر منه بسند آخر وزيادة ومثله رواه ابن المغازلي في الحديث (٩٧) من مناقب علي ص ٦٧.
ومثل الأول رواه أيضا الشيخ منتجب الدين رفع الله مقامه في الحديث: (٢٣) من أربعينه.
وروى ابن قتيبة في آخر غريب كلام أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب غريب الحديث: ج ٢ ص ١٥٠، ط ١، قال:
وقول علي [عليه السلام]: أنا قسيم النار [يرويه عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن موسى بن طريف.
[قال ابن قتيبة:] أراد [علي عليه السلام] أن الناس فريقان: فريق معي فهم على هدى، وفريق علي فهم على ضلال كالخوارج ف " أنا قسيم النار " [معناه] نصف [الناس] في الجنة معي، ونصف في النار [ظ].
و " قسيم " في معنى مقاسم مثل جليس وأكيل وشريب. وليلاحظ مادة قسم من الغريبين والنهاية والفائق ولسان العرب.
وروى المرشد بالله يحيى بن الحسن الشجري في فضائل علي عليه السلام كما في ترتيب أماليه ص ١٣٤، ط مصر، قال:
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ المقرئ المعروف بابن العلاء بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن ميثم قال: أخبرنا أبو أحمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عبد الله، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه: الحسين [بن علي] عليهما السلام قال: قال لي أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: أنا قسيم النار.
فقال عمار بن ياسر: إنما عنى بذلك أن كل من معي فهو على الحق، وكل من مع معاوية [يكون] على الباطل ضالا مضلا.
أقول: إنما خص عمار من يكون مع معاوية بكونه ضالا مضلا لان الناس كانوا حين جريان هذه المحاورة على قسمين قسم معه عليه السلام وقسم مع معاوية، وشواذ من الناس كانوا منعزلين عنهما، وبما أن عليا عليه السلام كان مركز الحق والحقيقة دائما بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وآله " علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار " وبما ان هذا المعنى غير مقيد بزمان ففي جميع أزمنة وجود علي كان الذين معه على الحق والصواب، وكان الذين لم يكونوا معه على الغي والضلالة سواء كانوا مع معاوية أو غيره أو لم يكونوا مع غيره كما لم يكونوا معه فهؤلاء كلهم على الباطل ضالون مضلون.
وأيضا ثم قال المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري:
أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ابن الكوفي بقراءتي عليه قال:
أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني المقرئ قال: حدثنا أبو الحسين عمر بن الحسن القاضي الأشناني قال: حدثنا إسحاق بن الحسنالحربي قال: حدثني محمد بن منصور الطوسي قال:
كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا عليه السلام قال: أنا قسيم النار؟ [فقال أحمد:] وما تنكر من ذا؟ أليس روينا أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: " لا يحبك إلا مؤمن ولا ببغضك إلا منافق "؟ قلنا: بلى. قال: أين المؤمن؟ قلنا في الجنة. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار.
وانظر الحكاية ٧ و ٩ من خاتمة أربعين منتجب الدين.
وهذا رواه أيضا ابن القاضي أبي يعلى الحنفي في كتاب طبقات الحنابلة: ج ١، ص ٣٢٠.
وقريبا منه رواه أيضا ابن عساكر في الحديث: (٧٧٥) من ترجمة علي من تاريخ دمشق: ج ٢ ص ٢٥٣ ط ٢ وفيما قبله وما بعده شواهد جمة للمقام.
ورواه الطبري على وجه آخر في الجزء التاسع من كتاب بشارة المصطفى ص ٣٢٥ ط 1.
حديث الراية: لأعطين الراية رجلا... وأنه حامل رايته يوم القيامة. برواية أبي سعيد وسلمة بن الأكوع وسعيد بن المسيب وابن عباس و أمير المؤمنين وجابر بن سمرة وحسان بن ثابت وعمران بن الحصين وسعد بن أبي قاص وأبي هريرة وسهل بن سعد وبريدة