وقيل: هو ضرب من الادراك له حمل يؤكل (وأثل وشىء من سدر قليل) قال الرازي والقاضي هما معطوفان على اكل لا على خمط فإن الأثل وهو الطرفاء لا ثمر له وفي النهاية الأثل شجر شبيه بالطرفاء إلا انه أعظم منه وفي القاموس الطرفاء شجر وهي أربعة أصناف منها الأثل، والسدر شجر النبق (ذلك جزيناهم بما كفروا) أي بسبب كفرهم بالنبي وكفرانهم النعمة بطلب البعد (وهل نجازي) بذلك الجزاء أو مطلقا (الا الكفور) المنهمك في الكفر والكفران وربما يفهم من ظاهر هذا الخبر ان تخريب قراهم بسبب كفرهم وكفرانهم وصرح بعض المفسرين بأن بلادهم خربت أولا بسبب كفرهم ثم بعد ذلك خربت القرى المتوسطة بينهم وبين الشام بسبب كفرانهم وطلب البعد والله أعلم.
* الأصل:
597 - الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبي بصير عن أحمد ابن عمر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) وأتاه رجل فقال له: إنكم أهل بيت رحمة اختصكم الله تبارك وتعالى بها. فقال له: كذلك نحن، والحمد لله لا ندخل أحدا في ضلالة ولا نخرجه من هدى إن الدنيا لا تذهب حتى يبعث الله عزوجل رجلا منا أهل البيت يعمل بكتاب الله لا يرى فيكم منكرا إلا أنكره.
* الشرح:
قوله (انكم أهل بيت رحمة) المراد بالرحمة المعنى المعروف وهو الرقة على عباد الله والتعطف بهم والهداية لهم أو النبي (صلى الله عليه وآله) لأنه رحمة للعالمين (لا ندخل أحدا في ضلالة ولا نخرجه من هدى) تثبيت للرحمة وتحريك على الاقتداء بهم ونفى الرذيلتين إشارة إلى أنهم قائمون على الهداية دائما من باب الكناية وهي أبلغ من التصريح وتعريض على الثلاثة وأضرابهم (إن الدنيا لا تذهب حتى يبعث الله عز وجل رجلا منا أهل البيت) وهو المهدى المنتظر الموجود عندنا وبوجوده قامت الدنيا وهم يقولون انه سيوجد في آخر الزمان، تم كتاب الروضة من الكافي وهو آخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.