علمه بأن الأول أتى به مع احتمال أن يكون الأول وأتى به ثانيا لعدم وجود غيره من الأعناب والفواكه التي اشتهاها الضيف (فقال علي (عليه السلام): إنه طيب) جيد بعد الطعام أحسن من الفواكه فيدل على أنه ينبغي إظهار ما حضر في البيت للضيف من غير تكلف.
* الأصل:
175 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) متكئا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبضة تواضعا لله عز وجل وما رأى ركبتيه أمام جليسه في مجلس قط ولا صافح رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا قط فنزع يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده ولا كافأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسيئة قط قال الله تعالى له: «ادفع بالتي هي أحسن السيئة» ففعل، وما منع سائلا قط، إن كان عنده أعطى وإلا قال: يأتي الله به، ولا أعطى على الله عز وجل شيئا قط إلا أجازه الله إن كان ليعطي الجنة فيجيز الله عز وجل له ذلك قال: وكان أخوه من بعده والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى خرج منها والله كان ان ليعرض له الأمران كلاهما لله عز وجل طاعة فيأخذ بأشد هما على بدنه، والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عز وجل دبرت فيهم يداه، والله ما أطاق عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بعده أحد غيره والله ما نزلت برسول الله (صلى الله عليه وآله) نازلة قط إلا قدمه فيها ثقة منه به وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليبعثه برايته فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثم ما يرجع حتى يفتح الله عز وجل له.
* الشرح:
قوله: (ما أكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) متكئا) الأكل متكئا وإن جاز كما مر لكن الأفضل تركه تعظيما للنعمة والمنعم، ألا ترى أن من أكل متكئا في مائدة رجل جليل القدر ذمه أهل العرف وعده محقرا لها ولصاحبها وإن لم يكن قصده التحقير (وما رأى ركبتيه أمام جليسه) لتبعيد نفسه، عن أثر التكبر وتعظيم جليسه والظاهر أن رأى معلوم والفاعل هو الرسول أو غيره لا مجهول وإلا لكان ركبتاه بالرفع (قال الله له ادفع بالتي هي أحسن السيئة) ففعل ما أمره الله تعالى به من مقابلة السيئة التي وقعت بالنسبة إليه بالعفو والصفح والإحسان فهو أحسن من المؤاخذة بمثلها وإن كانت جائزة لقوله تعالى (فاعتدوا بمثل ما اعتدى عليكم) وهذا التفسير لا ينافي ما مر من تفسير الإحسان بالتقية لأن الآية قد يكون لها وجوه متعددة (والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عز وجل دبرت فيهم يداه) الدبر: محركة: القرحة وفعله كفرح (ما نزلت برسول الله (صلى الله عليه وآله) نازلة قط إلا قدمه فيها) حروبه وقتاله (عليه السلام) مع الأعداء، وإقدامه على النوازل والحوادث وشجاعته ونصرته للرسول والمؤمنين بين العامة والخاصة مشهورة، وفي كتب السير والأخبار مذكورة، وقد نادى جبرئيل (عليه السلام) يوم أحد «لا فتى