السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم) وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي وتلا هذه الآية: (الرحمن على العرش استوى) وفي رواية الحسن: الحجب قبل الهواء الذي تحار فيه القلوب.
* الشرح:
قوله (حديث زينب العطارة) وهو حديث غريب دل على كمال قدرة الصانع وعظمتة بما يشتمل عليه إجمالا من نضد العالم السفلي والعلوي ولا يعلم حقيقته وكيفيته إلا أصحاب الوحي ومن تجرد عن العلائق الجسمية والعوائق البدنية حتى اتصل بالملأ الأعلى ورأى الأشياء كما عليه في نفس الأمر.
(قال: إذا بعت فأحسني ولا تغشي) غشه من باب قتل: إذا لم يخلص أو أظهر خلاف ما أضمر، والغش بالكسر: اسم منه، والمغشوش: الغير الخالص كاللبن الممزوج بالماء، والمسك والزعفران الممزوجين بما يشابههما ونحو ذلك، وفيه إشارة إلى بعض آداب البيع وهو الإحسان إلى المشترى بعدم المماكسة وعدم طلب الزيارة على القدر المعتاد أو على قدر الحاجة وعدم مزج المبيع بغيره وعلل ذلك للحث عليه بقوله (فإنه أتقى) من العقوبة وأحذر من أسبابها (وأبقى للمال) فإن الحلال أشد بقاء من الحرام (فقالت يا رسول الله ما أتيت بشيء من بيعي) البيع «خريدن» و «فروختن» ضد ويطلق على المبيع ويجمع على البيوع وأبيعه بالألف لغة كما في المصباح (وإنما أتيت أسألك عن عظمة الله عز وجل) سألت عن حقيقة عظمة أو عن قدرها أو عن آثارها وأجاب (عليه السلام) ببعض آثارها الدالة على كمال العظمة لا بجميعها إذ كما لا يمكن للبشر أن يعرف حقيقة عظمة كذلك لا يمكن له أن يعرف جميع الآثار مفصلة (ثم قال: إن هذه الأرض) التي هي مسكننا ومسكن سائر الحيوانات (عند الأرض) التي تحتها (كحلقة ملقاة في فلاة قي) القي بكسر القاف وشد الياء القفر الخالي وأصله قوى فعل.
(وتلا هذه الآية (خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)) استشهد بالآية لما ذكر حيث جعل الأرض سبع طبقات كل طبقة تحتانية أعظم من الفوقانية وهذه الأرض أصغر من الجميع قال بعض العلماء: كلما أحاط به فلك القمر يطلق عليه اسم الأرض كما قال تعالى الذي «خلق سبع السماوات ومن الأرض مثلهن» وهي سبع طبقات الأولى: النار، الثانية: الهواء الثالثة: الماء، الرابعة: الأرض وثلاث طبقات ممتزجة من هذه الأربع الأولى ممتزجة من النار والهواء، الثانية ممتزجة من الهواء والماء، الثالثة ممتزجة من الماء والأرض وهي الكرة الطينية أقول الظاهر أن هذا القول غير موافق لهذا الحديث حيث ذكر الثلاثة الأولى على حدة ثم أقول: يلزم من هذا الحديث على تقدير تماس هذه السبع بعضها ببعض أحد الأمرين إما أن يكون السبع أجساما مسطحة أو يكون كرات مماسة بنقطة،