والمشاركة مع أهله، وعلى التقديرين يستحق العقوبة، ويفهم منه أن الأمر بالمعروف عند قيام بعض به لا يسقط عن غيره إذا لم يأتمر العاصي، بل وجب عليه أيضا فلعله يأتمر بتظاهرهم وتعاونهم.
* الأصل:
152 - عنه، عن علي بن أسباط، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى الشيعة: ليعطفن ذووا السن منكم والنهي عن ذوي الجهل وطلاب الرئاسة، أو لتصيبنكم لعنتي أجمعين.
* الشرح:
قوله (كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى الشيعة: ليعطفن ذووالسن منكم والنهي عن ذوي الجهل وطلاب الرياسة أو لتصيبنكم لعنتي أجمعين) عطف عنه مال وصرف وجهه عنه، والنهي: جمع النهية:
وهي العقل، لأنه ينهى عن القبيح وفيه ترغيب في مفارقة الجاهلين والفاسقين وطلاب الرئاسة لأن كل رئيس غير معصوم ظالم لنفسه ولغيره محتاج إلى من يأمره وينهاه ولو بكلام خشن ولا ينبغي للعالم العارف أن يميل إليه، ويساهله، ويجالسه إلا مع الخوف، فيجب أن يبغضه قلبا وفي بعض النسخ «على ذوي الجهل» يقال عطف عليه إذا أشفق ورؤف وفيه حينئذ ترغيب في أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، لأن ذلك شفقة لهم ورأفة بهم.
* الأصل:
153 - محمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن جميعا، عن صالح بن أبي حماد، عن أبي جعفرا الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل جعل الدين دولتين دولة لآدم (عليه السلام) ودولة لإبليس فدولة آدم هي دولة الله عز وجل فإذا أراد الله عز وجل أن يعبد علانية أظهر دولة آدم وإذا أراد الله يعبد سرا كانت دولة إبليس، فالمذيع لما أراد الله ستره مارق من الدين.
* الشرح:
قوله: (إن الله عز وجل جعل الدين دولتين دولة لآدم (عليه السلام) ودولة لإبليس. اه): الدولة: بفتح الدال وضمها: اسم من تداول القوم الشيء وهو حصوله في يد هذا تارة وفي يد هذا أخرى، وجمع المفتوح: دول بالكسر مثل قصعة وقصع، وجمع المضموم: دول بالضم مثل غرفة وغرف ومنهم من يقول: الدولة: بالضم: في المال، وبالفتح: في الحرب، والمارق: الخارج، من مرق السهم من الرمية مروقا خرج من الجانب الآخر، والخوارج مارقة لخروجهم من الدين، إذا عرفت هذا فتقول:
لكل دولة ناصر ومعين، فدولة إبليس ناصره جنود الشيطان من الجن والإنس ودولة آدم ناصره العلماء والصلحاء والأتقياء، فإذا غلب جنود الشيطان، انطمس نور الدين، وظهر الفساد في البر والبحر وعبد الله سرا لقلة أهل