عليهم أهلكهم دفعة وفيه دلالة على أن بين السماء والأرض السابعة والثامنة المسماة بالكرسي وسائط أربعة، وما ذكره أرباب الرياضي من الاتصال بينهما لا دليل عليه عقلا ونقلا، وهم أيضا صرحوا بأن الاتصال من باب الاستحسان فوجب التمسك بما دل عليه الشرع (وحجب النور) لعل المراد بها حجاب القدرة وحجاب العظمة وحجاب الرفعة وحجاب الهيبة وحجاب الرحمة، وهذه الحجب ذكرها صاحب معارج النبوة، وكل ذلك نشأ من نور ذاته تعالى أو نور علمه أو الإضافة بيانية باعتبار أن تلك الحجب نفسها أنوار إلهية (ثم تلا هذه الآية (وسع كرسيه السماوات والأرض))، الكرسي في هذه الآية فسر في كتاب التوحيد وتارة بالعلم وتارة بالفلك الثامن، لكن المراد هنا هو الخير والمراد بالسموات: السماوات السبع ويدل عليه أيضا ما روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) حين سئل، الكرسي أكبر أم العرش؟ قال (عليه السلام) «كل شيء خلق الله تعالى في الكرسي ما خلا عرشه فإنه أعظم من أن يحيط به الكرسي».
(١٧٠)