شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ١٥٢
من قبله (وأبغض الناس) إياهم (وعرفتم) حق الإمام ووجوب التسليم له (وأنكر الناس) جميع ذلك.
(وهو الحق) لعل المراد أن كل واحد من الوصل والحب والمعرفة الحق الثابت لكم في العهد الأول أو أنه تعالى هو الحق يحكم بينكم وبينهم.
(إن الله اتخذ محمدا (صلى الله عليه وآله) عبدا) موفيا لأداء العبودية وحقوقها (قبل أن يتخذه نبيا) لعل الغرض منه هو التنبيه على أن العبودية هي الأصل المطلوب من كل أحد ولا يتحقق مع إنكار شيء من الحقوق والولاية أعظمها.
(وإن عليا (عليه السلام) كان عبدا ناصحا لله عز وجل فنصحه) نصحه لله تسديد حقوقه وحقوق رسوله وحقوق المسلمين، ونصحه تعالى له هو الأمر بحفظ شرائعه ومواعظه ونصايحه وأوامره ونواهيه وغير ذلك مما جاء به الرسول (وأحب الله عز وجل فأحبه) حقيقة محبة العبد له وبالعكس أمر يعرف ولا يعرف وقد يعرف الأول بأنها القيام بوظائف الطاعات والإتيان بأنواع القربات والاشتغال به عن جميع الأغيار والتسليم له في جميع الأحوال، والثانية بأنها اجلاسه في بساط القرب والعز والسعادة وإهداؤه آنا فآنا أنواعا من التفضل والإحسان والكرامة، وهذا تعريف لهما بشيء من آثارهما.
(إن حقنا في كتاب الله) كما دلت عليه آية ذوي القربى وغيرها وقد مر مشروحا بينا (لنا صفو الأموال ولنا الأنفال) مر مشروحا في آخر كتاب الحجة (وإنا قوم فرض الله عز وجل طاعتنا) على العباد كلهم في آية (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وغيرها مما ذكر مشروحا في كتاب الحجة وغيره (وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية) أي مات ميتة كفر وضلال ونفاق، وهذا الحديث متفق عليه بين الأمة ولهم تأويلات ركيكة فاسدة بينا فسادها في شرح كتاب الحجة.
(عليكم بالطاعة) أي بطاعة علي (عليه السلام) أو مطلقا (فقد رأيتم أصحاب علي (عليه السلام)) هم الذين تشرفوا بصحبته أو الخواص من شيعته مطلقا والمراد بالرؤية الرؤية القلبية وهي العلم بأحوالهم من الورع والتقوى والاجتهاد في الأعمال الصالحة فعليكم الأسوة بهم.
(ادعوا لي خليلي) هو الصديق وصاحب السر (ثم قال ادعوا لي خليلي فقالا قد رآنا) فيه اختصار أي فأرسلتا إلى أبويهما فقالا أو قال (صلى الله عليه وآله) هو علي (عليه السلام) إلا أن الحسد والعداوة وحب الدنيا حملتهما على ما صنعتا. (فقال حدثني بألف باب من العلم يفتح كل باب إلي ألف باب) حقيقة علوم هذه الأبواب أعني ألف ألف باب وحقيقة تفاصيلها وتفاصيل الجزئيات المندرجة فيها لا يعلم إلا الله ورسوله وأوصياء رسوله، ثم هذا التحديث والتعليم والتعلم لم يكن في صور جزئية كما هو المعروف فينا بل لصفاء نفسه القدسية على طول صحبته حين كان طفلا إلى أن توفي الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى استعدت للانتقاش بالعلوم الإلهية والأمور الغيبية والصور الكلية والجزئية دفعة واحدة كما تنتقش الصور في المرآة عند محاذاتها، قال الغزالي في رسالة العلم اللدني: قال علي أمير المؤمنين:
«إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أدخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم فتح لي كل باب ألف باب».
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557