«وأما اسم امك» على المسمى بها وإن كان من باب الاتساع لتشمل الجدة ويعود الاسمان بالسريانية إلى معنى واحد بالعربية بعيد جدا.
قوله (قال صدقت وبررت) أي صدقت فيما قلت من أنه ليس للمسيح عبد (1) وبررت في تغيير اسم أبي وتسميته بعبد الله.
قوله (قال كان اسم جدك جبرئيل وهو عبد الرحمن سميته في مجلسي هذا) سميته يحتمل التكلم والخطاب فمعناه على الأول أن اسم جدك كان جبرئيل وسميته أنا عبد الرحمن في هذا المجلس، وعلى الثاني أنك سميته في نفسك عبد الرحمن في هذا المجلس لتعلم مبلغ علمي، وفيه حينئذ كرامة أخرى.
قوله (غيلة) الغيلة القتل خفية بالخنق بالخاء المعجمة وكسر النون وهو عصر الحلق، واغتاله قتله غيلة.
قوله (قال: كان اسمك عبد الصليب) الصليب شيء مثلث كالتمثال تعبده النصارى.
قوله (قال: فإني آمنت) لما ذكر (عليه السلام) أن الأئمة عليهم السلام مذكورون في كتاب النصراني وألزمه التصديق به وأخبره بأشياء من الغيب علم النصراني أن الله تعالى لا شريك له كما زعمته النصارى وأن خاتم الأنبياء حق وأن الأئمة من عترته صادقون في كل ما يقولون رجع عن الباطل إلى الحق فقال: آمن بالله، ووصفه بالعظمة المطلقة التي تنافي الشركة في استحقاق العبودية ثم صرح بذلك، وقال: شهدت أن لا إله إلا الله، للتنبيه على أن ذلك القول صدر منه من صميم القلب وأنه تعالى هو المستحق بالعبادة والألوهية وأثبت بقوله: وحده، أنه كان لم يزل منفردا لم يكن معه غيره سواء كان الغير مستحقا للعبادة أو لم يكن، ونفى بقوله: لا شريك له، الشريك مطلقا وإن لم يكن مثله في ذاته وصفاته، وبقوله: فرد، التركيب والتجزى إذ الفردية المطلقة ينافي التركيب لظهور أن الجزء غير الكل فلا يكون الكل متصفا بالفردية على الإطلاق، ثم أشار بقوله: صمدا، إلى أنه تعالى شأنه مبدأ كل شيء، والدائم الباقي بعد كل شيء وإليه يصمد في الحوائج كلها، وبذلك تم التوحيد إلا إنه أردفه للمبالغة، والتأكيد بقوله: ليس كما يصفه النصارى، من أن عيسى ابنه وأنه ثالث ثلاثة، وليس