قوله (وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام)) سمي به لأنه مكتوب في زبر الأولين وأخبر به جميع الأنبياء والمرسلين.
قوله (وأما الليلة ففاطمة صلوات الله عليها) سميت بها على الاتساع والتجوز لأن الزوج يأوي إلى الزوجة في الليل غالبا.
قوله (يخرج منها خير كثير) وهو الأئمة عليهم السلام ويجوز في الخير التشديد، والمراد بالرجل الحكيم أولا الحسن (عليه السلام) وثانيا الحسين (عليه السلام) وثالثا علي بن الحسين (عليهم السلام) والكل خرجوا منها لأن ولد ولد الشخص ولده أما حقيقة أو مجازا على اختلاف القولين، ويحتمل أن يكون قوله «فرجل حكيم» منقطعا عما قبله وبيانا للأئمة لا تفصيلا لمن يخرج منها فيراد حينئذ بالرجل الحكيم أولا علي (عليه السلام). وثانيا الحسن (عليه السلام) وثالثا الحسين وهذا أنسب بسياق ما بعده كما لا يخفى على المتأمل.
قوله (فقال الرجل: صف لي الأول - الخ) كأنه سأل عن صفاتهم وشمائلهم. لعلمه بها في كتابه وإنما اقتصر بالأول والآخر لأن بمعرفتهما يحصل له المعرفة بحقيقة جميعهم. أو أراد صف الأول إلى الآخر، وإرادة هذا المعنى من مثل هذا العبارة شايعه فقال (عليه السلام): إن الصفات تشتبه وتختلط فهي وأن بولغ فيها لا تكاد تنتهي إلى شيء تسكن إليه النفس. ويتعين الموصوف به ولكن الثالث من القوم الحكماء الأوصياء الذين أوجب الله تعالى طاعتهم وهو الحسين بن علي وفاطمة بنت محمد صلوات الله عليهم كما هو في كتابكم أصف لك ما يخرج من نسله وهو قائم آل محمد الذي يظهر الدين ويغلب على الأعداء، وهو أيضا في كتابكم كما أشار إليه بقوله: وإنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم واستعمال ما في مقام من شايع، ومنه قوله تعالى: (والسماء وما بناها) ولما ذكر هذه العلامة التي دلت على صدق نبوة خاتم الأنبياء وحقية خلافة الأوصياء عند النصراني لكونها مذكورة في كتابهم صدقه النصراني، وقال مخاطبا له (عليه السلام) في آخر كلامه: فقولي لك في ذلك الحق كلما ذكرت فهو كما ذكرت، يعني هو الحق لا ريب فيه، وأما قوله: «إني لا أستر عنك - إلى قوله - فقولي» فهو تمهيد لهذا التصديق وأشعار بأن العاقل لا ينبغي أن يكذب الصادق العالم المتبحر، لأنه مع إنكار الصدق يوجب ظهور الجهل فيه، وقوله «والله لقد أعطاك الله من فضله» تأكيد لما قبله من علمه (عليه السلام) بصدقه وكذبه في كل ما يقول مع ما فيه من إظهار كمال نفسه بسبب معرفة كماله (عليه السلام) وقوله: «ولا يكذب فيه من كذب» أيضا تأكيد لما قبله أي لا يقدر أن يكذبك فيما ذكرت من أراد أن يكذبك على قراءة التشديد فيهما أومن شأنه الكذب على قراءة التخفيف في الثاني أو لا يكذب فيه من شأنه الكذب على قراءة التخفيف فيهما، وذلك لظهور صدقك وفضلك وكما لك في غاية