شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٦١
قوله (وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام)) سمي به لأنه مكتوب في زبر الأولين وأخبر به جميع الأنبياء والمرسلين.
قوله (وأما الليلة ففاطمة صلوات الله عليها) سميت بها على الاتساع والتجوز لأن الزوج يأوي إلى الزوجة في الليل غالبا.
قوله (يخرج منها خير كثير) وهو الأئمة عليهم السلام ويجوز في الخير التشديد، والمراد بالرجل الحكيم أولا الحسن (عليه السلام) وثانيا الحسين (عليه السلام) وثالثا علي بن الحسين (عليهم السلام) والكل خرجوا منها لأن ولد ولد الشخص ولده أما حقيقة أو مجازا على اختلاف القولين، ويحتمل أن يكون قوله «فرجل حكيم» منقطعا عما قبله وبيانا للأئمة لا تفصيلا لمن يخرج منها فيراد حينئذ بالرجل الحكيم أولا علي (عليه السلام). وثانيا الحسن (عليه السلام) وثالثا الحسين وهذا أنسب بسياق ما بعده كما لا يخفى على المتأمل.
قوله (فقال الرجل: صف لي الأول - الخ) كأنه سأل عن صفاتهم وشمائلهم. لعلمه بها في كتابه وإنما اقتصر بالأول والآخر لأن بمعرفتهما يحصل له المعرفة بحقيقة جميعهم. أو أراد صف الأول إلى الآخر، وإرادة هذا المعنى من مثل هذا العبارة شايعه فقال (عليه السلام): إن الصفات تشتبه وتختلط فهي وأن بولغ فيها لا تكاد تنتهي إلى شيء تسكن إليه النفس. ويتعين الموصوف به ولكن الثالث من القوم الحكماء الأوصياء الذين أوجب الله تعالى طاعتهم وهو الحسين بن علي وفاطمة بنت محمد صلوات الله عليهم كما هو في كتابكم أصف لك ما يخرج من نسله وهو قائم آل محمد الذي يظهر الدين ويغلب على الأعداء، وهو أيضا في كتابكم كما أشار إليه بقوله: وإنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم واستعمال ما في مقام من شايع، ومنه قوله تعالى: (والسماء وما بناها) ولما ذكر هذه العلامة التي دلت على صدق نبوة خاتم الأنبياء وحقية خلافة الأوصياء عند النصراني لكونها مذكورة في كتابهم صدقه النصراني، وقال مخاطبا له (عليه السلام) في آخر كلامه: فقولي لك في ذلك الحق كلما ذكرت فهو كما ذكرت، يعني هو الحق لا ريب فيه، وأما قوله: «إني لا أستر عنك - إلى قوله - فقولي» فهو تمهيد لهذا التصديق وأشعار بأن العاقل لا ينبغي أن يكذب الصادق العالم المتبحر، لأنه مع إنكار الصدق يوجب ظهور الجهل فيه، وقوله «والله لقد أعطاك الله من فضله» تأكيد لما قبله من علمه (عليه السلام) بصدقه وكذبه في كل ما يقول مع ما فيه من إظهار كمال نفسه بسبب معرفة كماله (عليه السلام) وقوله: «ولا يكذب فيه من كذب» أيضا تأكيد لما قبله أي لا يقدر أن يكذبك فيما ذكرت من أراد أن يكذبك على قراءة التشديد فيهما أومن شأنه الكذب على قراءة التخفيف في الثاني أو لا يكذب فيه من شأنه الكذب على قراءة التخفيف فيهما، وذلك لظهور صدقك وفضلك وكما لك في غاية
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417