الظهور والله أعلم.
قوله (فاسمها مرتا) وهي بالتاء المثناة الفوقانية أو الثاء المثلثة كما في بعض النسخ سريانية، ومعناها وهيبة بالعربية بضم الواو وفتحها.
قوله (ولدت عليه) أي على شاطيه، وفي بعض النسخ فيه أي في شاطيه وليس يساوي بالفرات شيء للكروم والنخيل. والباء زايدة للمبالغة في التعدد إلا أن يعتبر تضمين معنى المقابلة، وشئ فاعل يساوي واللام في «للكروم» بمعنى في والمعنى أن الفرات أكثر كرما ونخيلا وأجودهما من غيره، ولا يساويه شيء من الأنهار فيهما.
قوله (فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها) أي منعت مريم لسانها من التكلم وقالت (اني نذرت للرحمن صوما) أي صمتا (فلن اكلم اليوم إنسيا) أي بعد أن أخبرتكم بنذري، وقيل: أخبرتهم بالإشارة.
قوله (فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه وعلينا في كتابه) من تعبيرهم وتوبيخهم لها وسكوتها واشارتها إلى عيسى (عليه السلام) وحوالة الجواب إليه وتكلمه بقوله: (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) إلى آخر ما ذكره الله تعالى في سورة مريم، وينبغي أن يعلم أن تكلمه إنما كان لأن الله تعالى خلفه له عقلا كاملا وفهما صحيحا وإدراكا تاما كما يكون للأنبياء عليهم السلام في حال كمال جسمهم لأنهم عليهم السلام بلغاء بحسب العقل دائما وإن كانوا صغارا بحسب الجسم في بعض الأحيان وليس ذلك التكلم باعتبار أنه أجرى ذلك الكلام فيه وهو لا يعقل كما خلقه في بعض الجمادات مع بقائه على جماديته هذا إذا كان المتكلم نبيا أو وصيا وأما غيرهما مثل شاهد يوسف (عليه السلام) فيحتمل الأمرين والله أعلم.
قوله (قال نعم وقرأته اليوم الأجدب) أي قرأت في الإنجيل ما وقع في ذلك اليوم وهو اليوم المسمى باليوم الأجدب عندنا لتوجه الكرب والشدة فيه إليها ووقوع العيب والذم عليها من جدبه إذا ذمه وعابه وكل عايب جادب.
قوله (قال النصراني ما كان اسم امي) لعل فيه اقتصار في اللفظ دون القصد أي ما كان اسم امي وجدتي وأبي بالسريانية والعربية بقرينة ذكر اسم جدته وأبيه في الجواب ويحتمل أن يكون السؤال عن اسم الجدة والأب مسكوتا عنه في النية أيضا ويكون ذكر الجد والأب في الجواب زيادة إفادة لأظهار زيادة كرامة.
قوله (عنقالية وعنقورة) ضبط بالقاف وفتح العين فيهما والراء في الأخيرة فيما رأيناه من النسخ، وبالدال بدل الراء في بعض النسخ. ولم يذكر ما اسم الجدة بالعربية وحمل الأم في قوله