شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٥٨
أدع أن أورد عليكما حقكما في الإسلام فقال: والله - أصحلك الله - إني لغني ولقد تركت ثلاثمائة طروق بين فرس وفرسة وتركت ألف بعير، فحقك فيها أوفر من حقي، فقال له: أنت مولى الله ورسوله وأنت في حد نسبك على حالك، فحسن إسلامه وتزوج امرأة من بني فهر وأصدقها أبو إبراهيم (عليه السلام) خمسين دينارا من صدقة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأخدمه وبوأه وأقام حتى اخرج أبو إبراهيم (عليه السلام)، فمات بعد مخرجه بثمان وعشرين ليلة.
* الشرح:
قوله (بالعريض) هو بضم العين مصغرا واد بالمدينة به أموال لأهلها.
قوله (ومزابير داود) المزابير جمع المزبور وهو العلم والمراد به كتاب داود (عليه السلام) أو جمع المزبرة وهو مفعل من زبر الكتاب زبرا وزبارة وهو اتقان الكتاب والزبر بلسان اليمن الكتاب والمراد به أيضا ما ذكر وفي كثير من النسخ المعتبرة (مزامير) بالميم بدل مزابير وهو الأصوب والمزمار آلة يزمر بها والمراد بها هنا ما ذكر قال الزمخشري في الفايق: سمع يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) صوت الأشعري وهو يقرأ فقال لقد اوتي هذا من مزامير آل داود، قال بريدة: فحدثته بذلك فقال: لو علمت أن نبي الله استمع لقراءتي لحبرتها ضرب المزامير مثلا لحسن صوت داود (عليه السلام) وحلاوة نغمته كأن في حلقه مزامير يزمر بها. والآل مقحم ومعناه الشخص، التحبر: التحسين.
قوله (فباطي بن شرجيل السامري) السامرة كصاحبة قوم من اليهود يخالفونهم في بعض أحكامهم.
قوله (وشفاء للعالمين) من مرض الجهل والحيرة. روح أي راحة روحانية لمن استروح إليه وبصيرة نفسانية لمن أراد الله به خيرا يرى بها وجوه الأسرار الإلهية والمعارف الربانية، وأنس إلى الحق جل شأنه، وفيما ذكره إجمالا جميع ما هو مطلوب من نوع الإنسان فإن الساير إلى الله وطالب الانس به والوحشة عما سواه لابد له من طلب الشفاء عن الأمراض النفسانية وتحصيل الدواء للأدواء الروحانية حتى تحصل له راحة نفسانية وخفة روحانية عن تحمل مشاق تلك الأمراض فإذا صفى روحه عن كدرتها وخلص قلبه من غبرتها حصل له بصيرة كاملة يبصر بها ما في عالم الملك والملكوت ويأنس بالحي الذي لا يموت.
قوله (فإن لم تقدر فحبوا على ركبتيك) حبوا منصوب على أنه تمييز أي فاأته حبوا أو على أنه مصدر لفعل مقدر من جنسه والحبو أن يمشي على يديه وركبتيه، وفي بعض النسخ «ولو جثوا» بالجيم والثاء المثلثة يقال جثا يجثو جثوا إذا جلس ركبتيه.
قوله (فزحفا على استك) أي فمشيا على استك كما يمشي الطفل قبل أن يقوم، من زحف
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417