قوله (إنما أنزلت هذه الآية على في الصلاة) على ظاهره يشعر بما ذكرناه من أن صولته كانت قراءة هذه الآية.
قوله (ما معنى السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله)) لما كان السلام شائعا في التحية بالسلامة عن الآفات والفتن والعقوبة الدنيوية والآخروية وموجباتها سأله هل المراد من السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا المعنى أو معنى آخر؟ فأجاب (عليه السلام) بأن له تأويلا آخر وهو المقصود الأصلي هنا بيانه أنه تعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وجميع الأئمة وشيعتهم أخذ على شيعتهم أو على الجميع الميثاق والعهد بالربوبية والنبوة والولاية والصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى ووعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة وهي هذه الأرض سميت مباركة لكونها منازل الأنبياء والأوصياء والصلحاء ومعبدهم ومحل استباقهم أو بيت المقدس أو الكوفة أو الجميع وأن يسلم لهم الحرم الآمن وهو حرم مكة أو المدينة أو كلاهما وأن ينزل لهم البيت المعمور وهو بيت الشرف والمجد أو البيت الذي في السماء حيال الكعبة في عصر الصاحب (عليه السلام) وأن يظهر لهم السقف المرفوع أي عيسى (عليه السلام) لكونه عالما مرفوع المنزلة أو مرفوعا من الأرض إلى السماء أو السماء بإرسال عزاليها وإنزال أمطارها الموجب للخصب والرخاء وسعه العيش وأن يريحهم من عدوهم بقهر المهدي وإهلاكه إياهم ووعد لهم الأرض التي يبدلها الله من دار السلام وهي الجنة ويسلم ما فيها لهم لا خصومة فيها لعدو فهم لانتفاء قدرتهم فيها وزهوق الباطل هناك فلا يمكن لهم المنازعة مع أهل الحق بخلاف الدنيا وأن يكون لهم فيها ما يحبون مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وأخذ أيضا رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جميع الامة والشيعة الميثاق بذلك والسلام عليه (صلى الله عليه وآله) إنما هو تذكر نفس الميثاق وتجديد له على الله تعالى لعله أن يعجل الوعد، وبالجملة أخذ الله ورسوله عليهم الميثاق بما ذكروا ووعد لهم أن يؤجرهم بالوفاء به وأن يسلم لهم الأمور المذكورة والسلام على النبي تذكرة للعهد وطلب لتعجيل الوعد.
* الأصل:
142 - بعض أصحابنا رفعه، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما معنى السلام على رسول الله؟ قال: إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الأئمة وخلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ووعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن وأن ينزل لهم البيت المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع ويريحهم من عدوهم والأرض التي يبدلها الله من السلام ويسلم ما فيها لهم، لا شية فيها - قال: لا خصومة فيها - لعدوهم وأن يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جميع الأئمة وشيعتهم الميثاق بذلك; وإنما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق