شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٨٦
هذا (1) والدليل على ما ذكرته ما ورد في رواية شعبة عن قتادة عن الحسن في خبر طويل ننقل منه موضع الحاجة هو أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبكى وقال: يا محمد إني أخرج من الدنيا ومالي غم إلا غمك إلى أن قال (صلى الله عليه وآله): يا عم إنك تخاف علي أذى أعادي ولا تخاف على نفسك عذاب ربي. فضحك أبو طالب وقال: يا محمد دعوتني وقد كنت أمينا وعقد بيده على ثلاثة وستين عقد الخنصر والبنصر وعقد الإبهام على أصبعه الوسطى وأشار بإصبعه المسبحة (2)

(١) قوله «وكان المراد بحساب الجمل هذا» في عبارة الحديث جملتان الاولى أسلم بحساب الجمل والثانية عقد بيده ثلاثة وستين، والظاهر أن الجملة الثانية تفسير وتتميم للاولى، والمقصود أن أبا طالب استعمل العدد في الدلالة على إيمانه، وبين العدد بالعقد لا باللفظ وقد يتوهم أنه لا يطلق حساب الجمل إلا إذا استعمل حروف أبجد في الدلالة على العدد ولم يستعمل أبو طالب حرفا.
والجواب أنه يصح أن يراد بحساب الجمل العدد مطلقا دل عليه بأي أمارة فإن العدد في معرض الجمع ويقال:
أجملت الحساب إذا جمعت آحاده أو الإضافة لأدنى مناسبة كما يقال: حساب هندسة لما يكتب بالأرقام الهندية في مقابل حساب السياق لمناسبة بين الأول والهندسة بتداوله عند المهندسين وكذلك حساب الجمل يضاف إليه بأدنى مناسبة لأنه مستعمل أرباب أبجد هوز. (ش) (٢) قوله «وأشار بإصبعه المسبحة» لأن في عقد ثلاث وستين يجمع الأصابع وينصب السبابة والعادة جارية عند الشهادة بالتوحيد بالإشارة بالسبابة هكذا كما يفعله العامة في تشهدهم، ويسمى عندنا السبابة بأصبع الشهادة، وهذا أحسن الوجوه في تفسير الخبر بل هو المتعين.
ثم إن هنا مطلبين: الأول معنى قوله عقد بيده ثلاثة وستين وقد تبين بحمد الله ولا ينبغي أن يختلف فيه إذ لا معنى لقولهم: عقد بيده كذا، إلا ذلك فمن ادعى غيره فمن المعلوم عدم تتبعه وعدم بصيرته بكلامهم.
والمطلب الثاني كشف هذا العدد أو هيئة اليد أعني العقد الدال عليه عن إيمان أبي طالب وإقراره بالتوحيد، واختلفوا في هذا المطلب الثاني والحق ما ذكره هذا الفاضل وأن الكاشف عن إيمانه عقد يده لا عدده وقد تكلف بعضهم لإبداء مناسبة بين العدد أيضا وبين الإيمان بالله تعالى وذكروا وجوها وإن لم يخل عن تكلف مثل قوله بعضهم: إن «لا» أحد وثلاثون و «إلا» اثنان وثلاثون والمجموع ثلاثة وستون وقوام التوحيد بلا، و (إلا) أي نفي الأوثان وإثبات الحمن وهو لطيف جدا، وعن الشيخ البهائي أن ثلاثة وستين سج بحروف أبجد ومعنى سج أخف وغط من التسجية وهو أمر بالتقية وإذا قال أحد: أنا اتقى فمعناه أنا مؤمن وهو لطيف أيضا، ومنها توجيه الشارح أن ثلاثة وستين مدة زمان تكليف أبي طالب أو آمن برسول الله في سنة ثلاث وستين من عمره وهو مع بعده وتكلفه ليس فيه لطف، وقال بعضهم: أراد ثلاثة وستين قصيدة قالها في مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أيضا كتوجيه الشارح. (ش)
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417