قوله (ومكث بها عشر سنين) قال عياض مدة مقامه بالمدينة من قدومه إلى وفاته عشر سنين لا تزيد ساعة لأنه توفى في النهار في الساعة الأولى التي قدم فيها، ولم يختلفوا في ذلك واختلفوا في إقامته بمكة بعد مبعثه فقيل خمس عشرة سنة، وعن ابن عباس: ثلاث عشرة سنة، وفي رواية اخرى: ثمان سنين. انتهى كلامه.
قوله (ثم قبض لاثنتي عشرة ليلة مضت) في التهذيب قبض مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة. وفي تفسير الثعلبي يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول حين زاغت الشمس.
قوله (وهو ابن ثلاث وستين سنة) مثله من طرق العامة عن أنس عن عائشة وعن ابن عباس في إحدى الروايتين عنه وفي الرواية الأخرى عنه توفاه الله وهو ابن خمس وستين وفي الأخرى عن أنس توفاه الله على رأس الستين.
قوله (وتوفي أبوه عبد الله بن عبد المطلب) قال الآبي في كتاب إكمال الإكمال: ولابد من معرفة نسبه (صلى الله عليه وآله) فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدرك بن الياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان، ولم يختلف في صحة هذه السلسلة وإنما اختلف النسابون فيما بين عدنان وإسماعيل (عليه السلام) وبينهم في ذلك اختلاف كثير، واختلف من أين تقرشت قرش هل من النضر ابن كنانة أو من فهر بن مالك والمشهور أنه من النضر وكان لكنانة ولد غير النضر ولا يسمون قريشا، وسبب ذلك أن أولاد النضر كانوا تفرقوا في البلاد فلما انتقل أمر مكة من خزاعة إلى قصي ابن كلاب جمع أولاد النضر في مكة فسموا قريشا فهم لم يتقرشوا، أي لم يجتمعوا. وقال المازري غير قريش من العرب ليسوا بكفو لقريش ولا غير بني هاشم كفوا لبني هاشم إلا بنو المطلب فإنهم وبنو هاشم شيء واحد.
قوله (وتزوج خديجة) قال القرطبي هي خديجة بنت خويلد بن أسد عبد بن العزى بن قصي وفي قصي يجتمع مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد تزوجها قبل النبوة ثيبا بعد زوجين بعد ابن هالة التميمي وبعد عتيق المخزومي ثم تزوجها النبي (صلى الله عليه وآله) وهي بنت أربعين سنة وأقامت معه أربعا وعشرين سنة، وتوفيت وهي بنت أربع وستين، سنة وستة أشهر وسن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين تزوجها إحدى وعشرين سنة، وقيل: خمس وعشرين سنة. وقيل ثلاثة وثلاثون سنة واجتمع أهل النقل أنها ولدت له أربع بنات وكلهن أدركن الإسلام وهاجرن: زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم، وأجمعوا أنها ولد ولدا سماه القاسم وبه كان يكنى، واختلف هل ولدت له ذكرا غيره فقيل: ولدت ثلاثة عبد الله والطيب والطاهر