كانت السنة الثالثة والستون ابتدأ الدور كانت السنة الثانية والستون نهايته، فإذا بسطنا دورين أخذ من الثانية والستين على ما قبلها وأعطينا كل شهر عامين تصير السنة الخامسة عشرة من مولده ابتداء الدور لأنه إذا نقصنا من اثنين وستين ثمانية وأربعين تبقى أربعة عشر إلا ثنتان الأخيرتان منها لذي العقدة واثنتان قبلهما لشوال وهكذا فيكون الأوليان منها لجمادى الأول فكان حجهم في عام مولد النبي وهو عام الفيل في جمادى الأولى، فإذا فرض أن حمله كان في ثاني عشر منه وتولده كان في ثاني عشر من ربيع الأول كانت مدة الحمل عشرة أشهر بلا زيادة ولا نقصان. وظهر مما ذكر بطلان ما ذهب إليه بعض الأصحاب من أن امه حملت به في رجب فإنه محض التخمين وما ذهب إليه ابن طاووس في الإقبال من أن امه حملت به في ثمان عشر مضت من جمادى الآخرة هذا ما أفاد بعض الأفاضل، والله أعلم بحقيقة الحال.
قوله (في شعب أبي طالب) الشعب بالكسر الطريق في الجبل والجمع الشعاب.
قوله (في دار محمد بن يوسف) كانت هذه الدار للنبي (صلى الله عليه وآله) بحسب الإرث فوهبها عقيل بن أبي طالب ثم باعها أولاد عقيل بعد أبيهم من محمد بن يوسف أخي حجاج بن يوسف فاشتهرت بدار محمد بن يوسف فأدخلها محمد في قصره الذي يسمونه بالبيضاء، ثم بعد انقضاء دولة بني أمية حجت خيزران ام هارون الرشيد فأفرزها عن القصر وجعلها مسجدا.
قوله (في الزواية القصوى) هي تأنيث الأقصى وهو الأبعد.