شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٣٥
قوله (إن عليا (عليه السلام) باب فتحه الله) أي باب علم النبي وشرائعه كما قال (صلى الله عليه وآله) «أنا مدينة العلم وعلي بابها» أو باب رحمة الله تعالى أو أسراره ومعارفه وتقربه، كل ذلك على سبيل التمثيل والتشبيه.
قوله (فمن دخله كان مؤمنا) قسم الناس بالنسبة إليه (عليه السلام) على ثلاثة أقسام وهي الاقسام المذكورة أولا في الحديث السابق على الترتيب، وأما الشرك فهو داخل في القسم الثاني لأنه أيضا خارج منه.
* الأصل:
101 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن بكير بن أعين قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر، يوم أخذ الميثاق على الذر بالإقرار له بالربوبية ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، وعرض الله جل وعز على محمد (صلى الله عليه وآله) أمته في الطين وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعرفهم عليا ونحن نعرفهم في لحن القول.
* الشرح:
قوله (وعرض الله تعالى على محمد (صلى الله عليه وآله) امته في الطين - إلى قوله - وعرضهم عليه) يفهم منه أنه وقع عرض الامة المجيبة الناجية على الظاهر مرتين: مرة عند كونهم أظلة أي أجسادا صغارا مثل النمل مستخرجة من الطين الذي هو مادة أبدانهم بعد تعلق الأرواح بها، ومرة عند كونهم أرواحا مجردة صرفة قبل أبدانهم بألفي عالم (1).

(1) قوله «قبل أبدانهم بألفي عام» معناه أن خلق جميع الأرواح أو جنس الأرواح كان قبل خلق جميع الأجسام بألفي عام، والحاصل أن عالم الأرواح خلق قبل عالم الأجسام بألفي عام، ويحتمل بعيدا أن يكون المراد خلق كل واحد واحد من الأرواح قبل كل واحد واحد من الأبدان فيكون خلق كل روح قبل بدن نفسه بألفي عام وهذا لا يطابق سياق عبارة الحديث وتفريع الإمام (عليه السلام) عليه، إذ ربما يكون تولد ولي من أولياء الإمام (عليه السلام) بعد عهده (عليه السلام) بثلاثة آلاف سنة فيكون خلق روحه بعد عصره (عليه السلام) بألف سنة ولم يكن رآه الإمام (عليه السلام) في عالم الأظلة ولم يعرفه مع أنه (عليه السلام) جعل خلق الأرواح قبل الأجسام مقدمة لعرضهم عليه ومعرفته إياهم فالمقصود ما ذكرناه أولا، وقبلية الأرواح والمجردات على الأجسام والماديات بالعلية والطبع كما سبق مرارا في مواضعه لأنا نرى أن بقاء البدن بسبب الروح لا بالعكس، لأن الروح يقهر العناصر على الاجتماع على خلاف طبعها مدة طويلة بحيث لو لم يكن الروح لتداعت إلى الانفكاك وتفرقت فإنه لا يبقى البدن على ما هو عليه بعد الموت البتة والعلة للاجتماع لا يمكن أن يكون معلولا له وإلا لدار، والروح علة الاجتماع لا معلوله وهذا مذهب الإلهيين، وأما الماديون والملاحدة فينكرون ذلك البتة ويجعلون البدن وامتزاج العناصر علة للحياة. فإن قيل:
صرح المتكلمون والفلاسفة أيضا بأن خلق النفوس بعد حصول الاستعداد للبدن. قلنا: التحقيق في ذلك أن النفوس الإنسانية جسمانية الحدوث وروحانية البقاء على ما ثبت في محله، وفي التعبير بألفي عام نكتة ليس هنا بموضع ذكرها فمن قال بحدوثها فإنما مقصوده حدوث النفس من حيث تعلقها بالبدن وما ورد في الروايات من تقدمها فالمراد جهة روحانيتها. (ش)
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417