شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٠٦
والجواب مشتمل على ذمهم باعتبار رجوعهم عن الأئمة حتى قالوا ما قالوا بمقتضى عقولهم الناقصة.
قوله (يا أبا عبيدة، الناس مختلفون في إصابة القول وكلهم هالك) أراد بالناس غير الشيعة بقرينة قوله: وكلهم هالك.
قال بعض المفسرين: روى زاذان [فضيل بن عبد الملك] قال: كنت جالسا في مجلس أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ جاؤوا بجاثليق ورأس الجالوت ونظر إلى رأس الجالوت وقال: أتدري كم كان عدد فرق امة موسى بعده؟ فقال: لا أنظر في الكتاب. ثم نظر إلى جاثليق وقال له: أتعلم كم كان عدد فرقة امة عيسى بعده؟ فقال: أربع وأربعون، فقال (عليه السلام): كذبت والله انا أعلم بالتوراة من رأس الجالوت وبالإنجيل من جاثليق، صارت امة موسى بعده إحدى وسبعين فرقة واحدة منها ناجية وهم الذين قال الله تعالى فيهم: (ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون) وصارت امة عيسى بعده اثنتين وسبعون فرقة وواحدة منهم ناجية وهم الذين قال الله تعالى فيهم (وإذا سمعوا ما أنزل من الحق) الآية.
وصارت امة خاتم الأنبياء بعده ثلاثة وسبعين فرقة واحدة منهم ناجية وهم الذين قال الله تعالى فيهم: (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون) ثم قال: يا زاذان الامة في صاروا اثنتي عشرة فرقة واحدة منهم ناجية والبواقي هالكة.
قوله (قال: هم شيعتنا ولرحمته خلقهم) فهم المرحومون وحدهم كما دل عليه الاستثناء، والمراد بالشيعة كل من أقر بولايتهم في الميثاق من الأولين والآخرين وهم المؤمنون في الدنيا والراجعون إلى الله تبارك وتعالى مع الإيمان.
قوله (يقول لطاعة الإمامة) تفسير لقوله: (ولذلك خلقهم) وبيان للمشار إليه. وفي بعض النسخ «لطاعة الإمام» وقال علي بن إبراهيم في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: لا يزالون مختلفين في الدين إلا من رحم ربك يعني آل محمد وأتباعهم لقول الله تبارك وتعالى:
(ولذلك خلقهم) يعني أهل رحمة لا يختلفون في الدين.
قوله (الرحمة التي يقول (ورحمتي وسعت كل شيء) يقول علم الإمام) الرحمة المبتدأ وعلم الإمام خبره، وإعادة يقول للتأكيد، والغرض أن الرحمة هناك علم الإمام وقد وسع علمه الذي هو من علم الله تعالى كل شيء والمراد بكل شيء الشيعة، ويحتمل أن يرجع ضمير من علمه أن الإمام وهو الأظهر ليوافق الضمير السابق فيفيد أن علمه المحيط بكل شيعة بعض علومه (عليه السلام)، وإحاطة علمه بكل فرد من الشيعة بحيث لا يشذ منهم واحد أمر دلت عليه روايات متكثرة وإنما ترك عطف
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417