قوله (تروي عن أهل الضلال) هم الذين يقولون أن الروح ليس إلا جبرئيل (عليه السلام) وإنه لا ينزل على أحد بعد محمد (صلى الله عليه وآله) ولا مستند لهذين القولين، والأول مخالف لروايات الخاصة والعامة وأقوال أكثر علمائهم، والثاني مخالف لما في طريق الخاصة أن جبرئيل (عليه السلام) كان يأتي فاطمة بعد أبيها (عليهما السلام) ويكلمها إلا أنها لا تراه، ومما يدل على فساد الثاني ما ذكره الآبي وهو من أعاظم علماء العامة في كتاب إكمال الإكمال أن رجلا عابدا كان في مسجد أندلس وكان يسمع صوت الملائكة ويعلم نزولهم فإذا جاز ذلك عندهم في واحد من الأمة فلم لم يجز نزول الملائكة وجبرئيل على أهل بيت نبينا صلوات الله عليهم.
قوله (أتى أمر الله) قال المفسرون: لما أوعدهم النبي (صلى الله عليه وآله) بإهلاكهم كما فعل يوم بدر أو بقيام الساعة استعملوا ذلك استهزاء وتكذيبا وقالوا: إن صح ذلك يخلصنا أصنامنا عنه، فرد عليهم جل شأنه بقوله (أتى أمر الله)، أي أمره بالهلاك أو قيام الساعة، وعبر عنه بالماضي للدلالة على تحقق وقوعه (فلا تستعجلوه) لأنه لاحق بكم ولا مرد له (سبحانه وتعالى عما يشركون) نزهه عن أن يكون له شريك يدفع عنهم ما أراد بهم بنزول الملائكة بالروح أي مصاحبين معه.
قوله (والروح غير الملائكة) وهو ظاهر فاندفع بذلك ما توهمه السائل من أن الروح ليس غير جبرئيل (عليه السلام) وفي بعض النسخ «فالروح غير الملائكة» بالفاء وهو الأظهر.