وسفاهته وقلة علمه ودرايته لا إظهار الحق.
(ويظاهر الظلمة) أي يعينهم على الظلم ويقويهم في أعمالهم وأقوالهم الفاسدة ويمدحهم على عقائدهم وأغراضهم الباطلة، ويجعل ذلك وسيلة للتقرب إليهم، ورفع المنزلة بين يديهم، والتفوق على الناس بسببهم وتحصيل الدنيا بوساطتهم (1).
والحاصل: أن المتكلف لما كان غاية مقصوده الوصول إلى الأغراض الدنيوية ونهاية مطلبه البلوغ إلى الأغراض النفسانية ورأى أن ذلك لا يتيسر له إلا بطلب المنزلة الرفيعة بين الناس والتمكن في قلوبهم والتفوق عليهم ارتكب الامور المذكورة ليصير مشارا إليه بالبنان، ومشهورا بالفضل والبيان، وينقاد له العوام، ويذعن له اللئام، وتتهيأ له بالسهولة مطالبه، وتحصل له كما ينبغي مقاصده ومآربه، وهذا وإن كان يمدحه الجاهلون لكن يذمه العارفون والعالمون ويلعنه الملائكة المقربون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).