قلت: هذا إبطال لقياسه وبيان لوقوع الغلط فيه بقياس مقابل له على سبيل الالتزام فهو يفيد بطلان القياس بالكلية; لأن القايس لا يأمن من وقوع الغلط فيه كما وقع في قياس إبليس، ولو تمسك القايس بالعلة المنصوصة من الشارع فإن كان النص بالعلة على سبيل العموم لا يكون إثبات الحكم للجزئيات على سبيل قياس بعضها ببعض وإن كان في خصوص مادة لا يجوز إثبات الحكم في مادة اخرى بالقياس على تلك المادة; إذ لعل خصوص تلك المادة له مدخل في العلية.
* الأصل:
21 - علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن قتيبة قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟ فقال له: مه، «ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسنا من (أرأيت) في شيء».
* الشرح:
(علي، عن محمد بن عيسى) هو محمد بن عيسى بن يقطين من أصحاب الهادي والعسكري (عليهما السلام).
(عن يونس) هو يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين من رجال الكاظم والرضا (عليهما السلام).
(عن قتيبة قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها؟) أرأيت وأرأيتك وأريتكما وأرأيتكم كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنى أخبرني وأخبراني وأخبروني، تاؤها مفتوحة أبدا، و «ما» للاستفهام بمعنى أي شيء وهو مبتدأ ويكون اسمه ضميرا يرجع إلى «ما» و «القول» بالنصب خبره، و «فيها» متعلق بالقول ويجوز رفع القول وجعله اسم يكون وفيها خبره مع إضمار العائد إلى «ما» وكأن الرجل بعدما أجابه (عليه السلام) عن مسألته قال له: أخبرني عن رأيك وسأل عن حكمها بقياسها إلى حكم مسألة اخرى.
(فقال له: مه) زجره ومنعه عن هذا القول وأمره بالكف عنه; لأنه قول بالرأي والقياس. و «مه» كلمة بنيت على السكون وهو اسم سمي به الفعل ومعناه اكفف.
(ما أجبتك فيه من شيء) «ما» موصولة، و «من» بيان له، وضمير فيه عائد إلى «ما» أو إلى ما سأله ذلك الرجل، والعائد إلى «ما» محذوف يعني الشيء الذي أجبتك فيه أو الشيء الذي أجبتك به فيما سألت عنه.
(فهو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)) لا عن الرأي والقياس حتى تأتي بصورة المناظرة بالقياس، وتقول:
أخبرني ما رأيك في تلك المسألة.