شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٢ - الصفحة ١٧
حذف ظهر أن ليس المراد أحد هؤلاء العشرة على أنهم عدوا ستة منهم من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وبقاؤهم إلى زمان المصنف بعيد جدا، فتعين أن يكون أحدا من الثلاثة المذكورين أولا، فقيل: المراد به هو ابن بزيع وهو ليس بصحيح من وجوه:
الأول: أن ابن بزيع أدرك عصر الكاظم (عليه السلام) وروى عنه، وكان من أصحاب الرضا والجواد عليهما السلام، فبقاؤه إلى عهد المصنف بعيدا جدا.
الثاني: أن قول علماء الرجال أدرك أبا جعفر الجواد (عليه السلام) يعطي أنه لم يدرك أحدا من الأئمة بعده، فإن مثل هذه العبارة إنما يذكرونها في آخر إمام أدركه الراوي كما لا يخفى على من له انس بكلامهم.
الثالث: أنه لو بقي إلى زمن المصنف لكان قد عاصر ستة من الأئمة (عليهم السلام)، وهذه مزية عظيمة لم يظفر بها أحد غيره، فكان ينبغي لعلماء الرجال ذكرها وعدها من مزاياه، وحيث لم يذكروا علم أنه غير واقع.
الرابع: أنه من أصحاب الأئمة الثلاثة (عليهم السلام)، وقد سمع منهم أحاديث متكثرة بالمشافهة، فلو لقيه المصنف لنقل عنه شيئا منها بلا واسطة بينه وبين الأئمة (عليهم السلام); لأن قلة الوسائط شيء مطلوب، وشدة اهتمام المحدثين بعلو السند أمر معلوم وحيث لم ينقل عنه كذلك علم أنه غيره، وإذا أظهر ضعف هذا القول بقي الاحتمال دائرا بين الزعفراني والبرمكي، لكن الزعفراني ممن لقي الصادق (عليه السلام)، كما نص عليه النجاشي فيبعد بقاؤه إلى عهد المصنف، فيبقى الظن في جانب البرمكي، ويتأكد بأن الصدوق يروي عن الكليني بواسطة، وعن البرمكي بواسطتين، وبأن الكشي وهو كان معاصر المصنف يروي عن البرمكي بواسطة وبدونها، وبأن محمد بن جعفر الأسدي المعروف بأبي عبد الله الذي كان معاصر البرمكي توفي قبل وفاة المصنف بقريب من ستة عشر سنة فيقرب زمان المصنف من زمان البرمكي جدا، هذا ملخص ما ذكره أفضل المتأخرين الشيخ بهاء الملة والدين في مشرق الشمسين، وقد بسط الكلام فيه بسطا عظيما، من أراد الاطلاع عليه فليرجع إليه.
وقال ابن الشهيد الثاني: ويظهر من الكشي أن للفضل بن شاذان صاحبا اسمه محمد بن إسماعيل البندقي، ولا يبعد أن يكون هو. وقال السيد الداماد: هو أبو الحسين النيشابوري محمد بن
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست