زيد بن ثابت (1) أن يجمع القرآن خنس هذه الآية (2) وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فهذه واحدة.
والآية الثانية في الاصطفاء قول الله: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند لأنه فضل بين (3).
والآية الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه أمر نبيه في آية الابتهال فقال:
" قل - يا محمد - تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (4) " فأبرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فقرن أنفسهم بنفسه. فهل تدرون ما معنى قوله: وأنفسنا وأنفسكم؟ قالت العلماء: عنى به نفسه. قال أبو الحسن عليه السلام: غلطتم، إنما عنى به عليا عليه السلام. ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله حين قال: لينتهين بنو وليعة (5) أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني عليا عليه السلام (6). فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد. وفضل لا يختلف فيه بشر. و شرف لا يسبقه إليه خلق (7)، إذ جعل نفس علي عليه السلام كنفسه فهذه الثالثة.